كيف تعود للقراءة بعد فترة توقف؟



*ترجمة وإعداد: آماليا داود

خاص- ( ثقافات )

خذ استراحة من واجباتك اليومية، وكن على يقين أنك لا تستطيع القيام بكل الأعمال التي تحبها دفعة واحدة، وهذه الاستراحة هي لتحفيز رغبتك على القراءة بدلا من فرض القراءة عليك. 
لا تجبر نفسك على القراءة لساعات طويلة. ابدأ بكتاب خفيف. ابدأ بمجلة تهتم بمواضيعها أو بكتاب مصور. اعتمد بداية على اختبار الكتب لكاتبك المفضل، أو اسأل أحد اصدقائك من القراء ليعطيك قائمة بالكتب التي يفضلها ويعتقد أنها مفيدة جدا. 
معرفة احتياجاتك وشخصيتك تساعدك كثيراً في اختيار نوعية الكتاب الذي تفضله؛ مثلا: أنت إنسان علمي بالتالي سوف تحب الأحداث في الرواية، لذلك عليك اختيار روايات الخيال العلمي، وقد لا يعجبك الخيال العلمي لأنك تهتم بالتاريخ أو بالماورائيات الخ ، لذلك عليك شخصياً بالقيام بتحديد أنواع الكتب التي تود قراءتها. 
مكان القراءة أمر مهم جداً. اختر المكان الذي ترتاح فيه؛ بعض القراء يفضلون السرير أو في الأماكن العامة، البعض يفضل المكتبات أو المقاهي.
اعرف أين هو مكانك المفضل وجرب كل تلك الأماكن وغيرها إذا لم تكن عندك فكرة عن مكانك المفضل، ووقت القراءة كذلك مهم.تجنب القراءة في الأوقات التي تكون فيها متعبًا. اختر الأوقات المناسبة مثل الصباح.

كيف تنهي قراءة كتاب؟ 
إذا كنت شخصا لا يحب القراءة ، وتترك الكتاب بعد الصفحات الأولى ، فإنك على الأغلب لن تعرف لماذا الكتب مهمة ، فالقراءة هي واحدة من أعظم متع الحياة. إنها طريقة لاكتشاف عوالم و طرق تفكير لأشخاص دون الحاجة لمحاورتهم ، لماذا تضيع على نفسك كل تلك العوالم باعتقادك أن القراءة عمل شاق؟ 
عليك أن تعرف قيمة القراءة لتتمكن من تحولها إلى متعة وروتين يومي ، القراءة سوف تفتح لك آفاق المعرفة ، فمثلاً لو كنت تقرأ رواية ، وذكر فيها أحداث تاريخية، بالتأكيد سوف تبحث عن هذا الحدث، وتكرار هذا الحدث يجعل منك باحثاً جيدا وعلى دراية بالعديد من الأمور في مجالات عديدة بسبب البحث والقراءة في مجالات متعددة منها العلمية والتاريخية والجغرافية الخ، وبالتالي ستعرف معلومات لا تندرج تحت اختصاصك، وستساعدك لاحقا في تخطي بعض الأوقات العصيبة.
فرصة نجاحك جيدة لكن مقارنة بالقارئ الجيد قليلة؛ لقلة المعرفة الشاملة التي تمتلكها؛ فالقراءة تزيد من معرفتك بالعالم من حولك ، وتطور لغتك ، وتزيد من قدرتك على إقناع الناس بآرائك وهي مهارة مهمة جداً في حياتك العملية وليس من السهل اكتسابها.
كما أن القراءة تعطيك القدرة على تدوين الأفكار وإعادة إنتاجها عن طريق الكتابة أو الرسم أو حتى المشاريع ، وتلك القدرة على إنتاج المعرفة هي أعظم دعائم الحضارة. 

تعلم الكتابة أثناء القراءة، دون ملاحظاتك، وخصوصاً أن القراءة تريد من معرفتك اللغوية ، وهي من أشكال الحرية الفردية، كذلك التعبير بالكتابة ، ويمكنك إعادة قراءة الصفحات التي لم تفهمها عدة مرات فهذا ليس خطأ؛ إنه تفانٍ.
الكتابة تتيح لك التواصل مع أفكار و تأملات لشخصيات عاشت في فترات زمنية بعيدة ، أو فترة معاصرة وتلك المعرفة تجعل من القراءة تجربة مدهشة ، خارقة للحواجز الجغرافية والإنسانية والزمنية . تجربة تجعلك دائماً في حاجة لها ليس كواجب بل للمتعة. 

اختر كتبك التي تود أن تقرأها بعناية وتجنب الكتب التي تسبب لك القلق والتوتر، ونوع في خياراتك فقراءتك لنوع واحد من الكتب الذي تفضله، يشبه تناولك لوجبتك المفضلة كل ليلة ، سوف تشعر بالملل وتكره الأكل والقراءة.

شكك في أفكار الكتاب واسأل نفسك هل الفكرة التي يناقشها الكاتب صحيحة، وهل تتفق معه، أم هل لديك رأي مخالف، لا تقرأ كل الكتب التي تتوافق مع وجهة نظرك ، لن يفيدك ذلك. اقرأ الكتب التي تتحدى أفكارك ، فذلك سوف يعلمك أن تنأى بنفسك عن تلك الأفكار التي لا تتوافق معها ، وتعلمك أن لا تحكم على الأفكار إلا بعد فهمها بالتالي سوف ينعكس هذا الفعل على شخصيتك بتطوير قدرتك على فهم الآخر واحترامه رغم مخالفته لوجهة نظرك، وإعطائه الفرصة ليعبر عن نفسه، وتعلمك بعد التدريب على الإصغاء.
القراءة تساعدك على تهدئة الصراعات الداخلية التي تمر بها : الكثير منا عندما يقرأ يحصل على حياة أفضل ، والفكرة السائدة أن المال سوف يجعل حياتك أفضل، وللأسف هذه الفكرة تساهم في إحباطك ، وخصوصاً الكتب التي تتحدث عن التنمية البشرية. لا تتردد في انتقاد أي كتاب يجعلك تشعر أنك لا تستحق ويدفع بك إلى الحاجة لأمور غير واقعية.
الزم نفسك بالكتاب ، واجعل هذا الكتاب على جدول مهماتك اليومية ، خصص أوقاتا معينة للقراءة ، وإذا لاحظت أنك بدأت تحلم أحلام اليقظة، أيقظ نفسك بشكل لطيف وارجع إلى الواقع، واكمل القراءة ، وإذا استمتعت بالقراءة لا تهتم بمسألة الوقت ، فلا داعٍ لإيقاف شيء ممتع ، تخيل ما يحدث في الكتاب وما تفعله الشخصيات وما سوف تفعله، فدماغك سوف يتنبأ بالأحداث. تمتع بخيال عالمك الداخلي من خلال الأوراق، لكن انتبه للكتب التي حولت إلى أفلام، فخيالك سوف يؤلف شيئاً مختلفاً عن الفيلم ، وهذا شيء مشتت؛ لذلك العديد من القراء لا يفضلون مشاهدة أفلام عن روايات قرأوها.
قم بتدوين ملاحظات على الكتاب أو على أوراق جانبية، وبالرجوع إلى هذه الملاحظات بعد سنة أو عدة سنوات سوف تدرك أثر تلك الكتب في طريقة تفكيرك وليس في معرفتك فقط.
نصائح : 
احرص على تدوين أسماء كل الكتب التي قرأتها مع ملخص عنها أو اقتباسات أعجبتك، ورأيك فيها.
إذا كانت عندك مشاكل في القراءة استشر طبيبك أو أي متخصص في صعوبات القراءة ، في بعض الحالات قد تحتاج إلى نظارات طبية، خصوصاً إذا كنت تعاني من الصداع عند القراءة. 
إذا كنت لا تكمل قراءة الكتاب فمن الأفضل أن تضع علامة أو مؤشرا في الكتاب ليدلك على مكان توقفك عن القراءة.
إذا كنت تحت سن الثامنة وتعاني من مشاكل في القراءة. اطلب من أحد البالغين أن يساعدك في إكمال الكتاب.
عليك سؤال نفسك ثلاثة أسئلة: لماذا اشتريت هذا الكتاب؟ هل الكسل يمنعني من اإجاد وقت للقراءة؟ الى متى سوف أفكر بإنهاء الكتاب الذي يجب علي أن اقرأه؟.
أجب عن تلك الأسئلة ومن ثم ضع مخطط قراءة .

يجب عليك ان تدرك أن القراءة للمتعة تختلف عن القراءة من أجل المعلومات، مع أن النوعين ممتعين، لا تفقد عزيمتك بمجرد أنك تجيد نوعا من القراءة أكثر من الآخر، بالنهاية التدريب هو الكفيل بتحسين نوعي القراءة.

وأخيراً سامح نفسك على إهمال الكتاب ، لأنك تشعر بالذنب لأنك لم تكمله، وهذه مشكلة شائعة، عالجها بمسامحة نفسك أولاً ثم اسمح لنفسك بإعادة قراءة الأجزاء التي أنهيتها لانك سوف تعيد اكتشاف عوالم أخرى.
___________
*مصادر الترجمة متعددة. 

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *