قصيدتان


مريم الحيدري *

ما لا يُكتمل

لقاء قصير لا يكفي
لأفرد ضوئي على حزنك
ووداع مثل هذا
بين سيارات مسرعة
وأناس غاضبين
يرتطم بجدار الذاكرة
ولا يُحدث إلا الصدى الخفيف.
كان يمكن أن تنهض من الكرسي الأسود
وتفتح أوراقا منكمشة فيّ
لأتنفس بهدوء
وأرى ملامح نهارك تتضح
وترعى هوسي بعناق طويل
لكنك بقيت تواصل كتابة نص عن السينما
ثم لعنتَها
وحين غادرتُ
كان يصل من الغرفة
صوت أعضائك الهشة
تسقط صارخة
من الهاوية
ووحدي كنت أسمع.
الغرباء
بقبضة مليئة بهمس الغرباء
أهبط بين جدران ملتصقة بآثارك
قلبي ظلّ لمدينة تشكّ في سيري
أتركها
وألتحق بهم مسرعة..
الغرباء الذين لا يعرفونك
يجلسون على أريكتك واحدا تلو الآخر
يخدشون الروائح القديمة بقمصانهم
يلعقون عسل النهار ويبتسمون
وفي الليل حين يحتسون خمرك المتبقي
لا يسكرون
لا يطيلون الحديث
ولا ينامون مبكرا
إنهم ظلال فقط..
_______
* شاعرة إيرانية/ عن مجلة الهلال المصرية.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *