جوليان مور تحوّل الزهايمر الى قضية مهمة


اسم الفيلم : لازلت أليس

بطولة: جوليان مور و أليك بالدوين
إخراج : واش وسمورلاند و ريتشارد غلازر
مرض يفتح أبواب التمثيل على مصراعيها، دراما تثير المشاعر الإنسانية من خلال الوقوع فريسة لمرض قاتل. فيلم ” لازلت أليس” يجسّد الذعر ، الإدراك، لمحة عن العلاقة الحميمة بين الحياة و الموت، و فوق كل شيء و من خلال أداء جوليان مور، إحساس بالقيم التي نؤمن بها و هي تتلاشى و تموت. فاز الفيلم بأكبر جائزتين للتمثيل، إحداهما ذهبت للمعاناة الجسدية و الأخرى للمحنة العقلية. مخرجا الفيلم هما واش وسمورلاند و ريتشارد غلازر الذي يعاني من الشلل الرعاشي. زواجهما يتجسّد في البطلين جوليان مور و اليك بالدوين. 
فيلم مثير للأسى يحكي قصة أستاذة جامعية تنزلق، بعد بلوغها الخمسين، الى بواكير مرض الزهايمر الذي يتحوّل الى شبح يطارد حياتها . فازت مور بجائزة أفضل ممثلة عن أدائها الرائع في دور أليس هولاند أستاذة اللغات في جامعة كولومبيا. يبدأ الفيلم في ذروة مسيرتها الناجحة و هي تتمتع بحياة سعيدة مع زوجها جون ( أليك بالدوين) في منزل مترف في مدينة نيويورك. لها ثلاثة أبناء؛ توم ( هنتر باريش ) و آنا ( كيت بوزوورث ) و ليديا (كريستين ستيوارت). يبدو ان المشكلة الوحيدة في حياة أليس هي علاقتها المتوترة مع ابنتها ليديا التي ترفض الإلتحاق بالجامعة كي تصبح ممثلة مكافحة في لوس أنجلس. تقول مور عن الفيلم ” ان فكرة تلاشي النفس الباطنية مرعبة جدا”. 
أول مرة تعرف فيها أليس ان إدراكها يتلاشى عندما تاهت في مدينتها نيويورك، تركض ثم تتوقف و تنظر حولها، لا تستطيع تمييز حرم الجامعة التي تدرّس فيها. المباني ضبابية و كذلك الأشخاص، و في منزلها لم تتمكن من العثور على الحمّام فتشعر بالارتباك . 
يبدأ الخرف مع نسيانها كلمة ” معجم” خلال إحدى محاضراتها، رغم انها قبل يوم و خلال الاحتفال بعيد ميلادها أساءت فهم حديث ابن زوجها و هو يتحدث عن الشقيقات معتقدة انه يتحدث عن علاقتها بشقيقتها التي توفيت في حادث سيارة منذ سنوات طوال. مع تطور المرض، يصل التشخيص المخيف. من المستحيل على أي مشاهد ان لا يتابع اختبار الذاكرة الذي يجريه الطبيب على أليس في ذلك المشهد الموجع للقلب. علاوة على ذلك هناك تأثيرات وراثية مخيفة على حالتها المرضية. 
خلال مشاهدتنا للممثلة جوليان مور، نشعر بالامتنان للرقة غير المتكلفة، و نتواصل مع ممثلة تتلقى المآسي المتعاقبة للمرض كالسكاكين المتساقطة . في لحظة لا تستطيع ان تتذكر مكونات وجبتها المفضلة، و في أخرى تنسى الأسماء و الوجوه. أحيانا لا تتذكر أنها تنسى. يتحول وجه مور الى وجه خالٍ كعقلها، انه أكثر من وجه بلا مكياج، في البدء ترتسم خطوط الشك و الخوف على وجهها، ثم يتحول الى وجه بليد بلادة الأطفال. انها بداية النهاية ، او انها نهاية قاسية تسخر من البداية الجميلة .
الأزمة كلها تتجسّد في عنوان الفيلم ؛ هل هي لازالت أليس؟ هل ستبقى أليس رغم كل العذاب و الخوف و مهانة الخرف، أم أنها تآكلت و تحولت الى مجموعة أعراض؟ هناك مشهد عندما يصل مرضها الى مرحلة متطورة حيث ينتهز زوجها جون الفرصة ليطور مهنته و ينتقل من نيويورك الى مينيسوتا، رغم انها تحب نيويورك، معتقدا دون ان يدرك انها لم تعد أليس و ان بإمكانه إصطحابها أينما يشاء و الاعتناء بها و الاستمرار بحياته المهنية. 
هذا الفيلم يتميز بشيء لا نراه في الأفلام الأخرى التي تتحدث عن الخرف، شيء يتمثّل ببعض الرؤى الذكية حول كيفية إستخدام تقنية الحاسوب التي تسمح لمرضى الخرف بالسيطرة على أعراضه أو إخفائها. أليس مدمنة على هاتفها الذكي مثل غيرها، لكنها تعتمد كثيرا على وظائف الهاتف و تحفظ الأشياء على هاتفها كي تتمكن من تذكّرها دون مساعدة من أحد.
______
*عن : الغارديان/ترجمة المدى 

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *