وما علاقة النبي بما تفعلون ؟


ماهر أبو طير*

( ثقافات )

   تتأمل المشهد في العالم العربي والاسلامي، فتتوقف دقات قلبك هلعا على هذه الامة الممتدة، فالكل فيها يقتل الكل، والكل يقول انه على هدي النبي فيما يفعل.
العنوان الديني لهذه الحروب، مثير للتساؤل، فالسني يقتل السني،والسني والشيعي يقتلان بعضهما، والكل يقول انه يرضي الله، وانه على هدي النبي، والكل يبحث عن فتوى وعن نص ديني، ليبرر فهمه للحياه، ولقتله الاخر.
لا احد يتنبه وسط الاصطفافات الى ما هو اخطر، اي النتيجة النهائية، وهذه النتيجة هدر الروح الانسانية، ولا احد يسأل السؤال الاخطر حول سبب رخص الروح المسلمة، اذ اصبحت بلا قيمة، ولا وزن، وسط كل هذه الحروب المقدسة زورا وبهتانا.
كل واحد في كل هذه الملل والمجموعات والمذاهب، يتغطى برضى الله، ويزعم انه يقتل لإرضاء الله، وكل واحد فيهم يظن ان الجنة بانتظاره، وان هذه الافعال ترضي الله والنبي، والاتكاء على نص او تأويل نص، يكفي عند هؤلاء لإدامة سفك الدماء، وعلينا ان نلاحظ ان لا احد يحسم كل هذه المذابح، لان الله بكل بساطة بريء من هذه المذابح، ولا يمكن ان ينصر احدا فيهم على آخر، لأن الكل يكذب على الله وعلى النبي، والكل يريد تصوير هذا القتل باعتباره مطلبا الهيا، لا يرضى الله بدونه، وكأن الاسلام شجرة لا تسقى الا بالدم، وبالارواح المهدورة هنا وهناك.
بعضنا مع داعش، وبعضنا مع النصرة، وبعضنا مع الحشد الشعبي الشيعي، وآخرون مع الحوثيين، ومئات التنظيمات والفصائل، كلها تقتل بعضها البعض، ودم المسلم ليس حراما على المسلم، اذ يكفي ان يقال ان فلانا رافضي فيتم قتله، وفلان ناصبي فيتم قتله، وفلان سني لكنه لا يصلي فيتم قتله، وفلان سني لا يحب داعش، فيتم قتله، وفلان سني يعمل في جهاز حكومي فيتم تكفيره وقتله، وفلان مع حزب الله، فيتم قتله، والخلاصة كما نرى ان الكل يرفعون راية «لا اله الا الله» والكل في ذات الوقت، يغرقها في الدم، والنتيجة النهائية على الجميع، خراب في خراب، ولا يمكن ان ينصر الله، كل هذا الخراب المسمى زورا وبهتانا باسم الله، ثم باسم النبي، وستلاحظون ان اي جناح من هذه الاجنحة، قد ينتصر هذا الاسبوع، لكنه في الاسبوع المقبل، يتراجع ويتقهقر، لان التطاحن بين الجميع، لا يمكن ان يؤدي الى نتيجة، سواء معاقبة الجميع.
العقلاء لا صوت لهم هذه الايام، لكنك تتأمل وترى بأم عينك كيف يتم تشويه سمعة الاسلام والمسلمين، من جانب نفر نزل شجاعة وبطولة في ذبح المسلمين ذاتهم، وهم هنا، يقدمون خدمات جليلة لمن كنا نقول عنهم عدونا التاريخي، واذ بعدونا التاريخي ساكن في رؤوسنا المتثاقلة زيفا وظنا انها ترضي الله، قبل الاحتلالات.
آن الاوان ان يصحو الجميع، وان تتوقف اختطافات راية «لا اله الا الله» وهي الراية التي غمسها الجميع من ابناء جلدتنا، في دمنا تقربا الى الله، عز وجل وتعالى عن هكذا افعال، وعلينا ان نقول بصراحة ان الاسلام لو كان في نسخته الاصلية بهكذا صورة لما دخل فيه الالاف وقت اشهار الرسالة، وهذا يأخذنا الى الطرق بقوة على جدار الفكر الاسلامي، لنعيد مراجعة كل مدسوس في الكتب القديمة، انتج لاحقا نسخاً مزورة من الاسلام، صدقها الجهلاء فقط..!

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *