في مواجهة التكفير.. ما بين ابن كثير وسيد قطب


السيد نجم




يرصد كتاب «في مواجهة التكفير»، لمؤلفه محمد السيد عيد، ظاهرة التكفير التي باتت تتفشى بشكل كبير، أخيراً، فانعكست أضرارها على المجتمع ووصلت الحدود بمتبنيها إلى إلى تبني وتطبيق حد القتل، كما في العديد من الأماكن بالوطن العربي، وإن بدا ذلك جليا على يد «داعش» في العراق، والتجمعات المماثلة في سيناء بمصر.

لم يكتف التكفيريون بالقول الفظ، كما يبين الكتاب، ولا بالفعل المشين العدائي للغير، بل تولوا مهمة الترويج لهم للوصول إلى حكم البلاد. وهم في ذلك يعتمدون على تفسيرات مبتورة وغائبة عن المنطق والروح الإسلامية السمحة.

ويرى المؤلف أنه لعل مقولة التكفير ترجع إلى العام الـ37 للهجرة، بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، حيث انقسم المسلمون إلى معسكرين.. ومن هنا بدأ الخلاف وتكفير الأطراف لبعضها البعض، حسب ما يذكر المؤرخون.

ومن ثم يشرح الكتاب أنه زادت نعرة التكفير، لاحقاً، حتى قالوا بصنف «التكفير المقيد»، وهو الكفر الذي لا يخرج صاحبه عن الدين، وهو ما قال به ابن كثير. وهناك من قال بالتكفير المطلق وهو المذهب المتشدد، ومن القائلين به سيد قطب في تفسيره «في ظلال القرآن».

ورصد المؤلف ما يترتب على رأي المتشددين ومنهم : قطب، بالآتي: إن وضع الدساتير خروج على الدين، على الرغم من أهميتها في توظيف العلاقة بين الحاكم والمحكوم، إن القوانين التي تصدرها المجالس النيابية كفر صريح، إن المجالس التشريعية لا ضرورة لها، ضرورة إدارة الظهر للعرب أصحاب النظام العلماني المأخوذ من الغرب.

ويترتب على ذلك، كما يبين الكتاب، الاتجاه نحو فكرة حكم «الخلافة».

كما يترتب على رأي قطب، عدم القبول بفكرة الديمقراطية، لأن فكرة حكم الشعب هي في جوهرها كفر، والحق الوحيد أن يكون الحكم لله لا للشعب.

ويربط المؤلف بين 3 عناصر تشكل الفكر التكفيري: التكفير، ثم الجهاد، ثم إقامة دولة الخلافة.

وانتهى الكاتب إلى نتائج عدة: «لا يصح قتال من يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله- الجهاد عند التكفيريين لا يستثني امرأة ولا طفلًا- أثبتت الشواهد والتجارب أن ما يقول به التكفيريون على أنه من الجهاد أضر بالمسلمين- كما أن القوى المعادية للإسلام اتخذت ذلك وسيلة للهجوم على الإسلام- وداخل دار المسلمين قسمت الناس إلى مسلم وكافر


( البيان )

شاهد أيضاً

هموم قروية في رواية «الحورانيّة» للأردني مجدي دعيبس

هموم قروية في رواية “الحوارنية” للأردني مجدي دعيبس موسى أبو رياش تتقاطع هموم المجتمعات بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *