كيف لا أنزوي إذا ؟!


*سميرة البوزيدي

( ثقافات )

أعتقد اني تغيرت كثيرا.
فبعد الأربعين
يهدأ صهيل الأحلام
ويتضاءل الأفقُ
لينكمش كنقطة لا تكاد ترى
وتجلس الأمنياتُ القديمة على الأرض
يعد تحليق طويل ومتعب
تعد الوقت المتبقي .
كنت أقاطع نفسي وأفرض هواءً خاصا
يتنفس في داخلي
يحوم قربي ويشاكسني
والآن الأهوية ترحل في فضاء عميق
بعيدا عني
والغابات التي لطالما دخن هواءها في رئتي
جلست على الضفة تبكي .
يمكن أن أرقص أحيانا
أو أنتعل نزهة وحيدة
أو أكتب شيئا أحمقا
ولكن الهدوء ما يلبث أن يعود 
والسكينة تتغشى خيمة روحي .
السفر صار مستحيلا
بعد أن انصهرت المطارات في حرب لعينة ،
الحدائقُ الخرساء صارت ممشى للتوجس والريبة
والطرقاتُ مليئة بمعادن شرسة وعمياء ،
بقايا الاشجار ، أشباح طريق تنوح في الليل
والهواء يعطس من دخان المعارك
كيف لا أنزوي إذا
والأصدقاءُ القدامى التهمتهم المنافي
أو جلسوا هنا يحصون تموين صغارهم ،
الكتب صارت بلا قيمة 
لا أحد يشتري كتبا
أو لنقل حتى يفكر فيها
يوما ما ستكون وقودا لأزمة جديدة
فهنا الأزمات صارت أليفة
دجنها الشرهون وقادة الموت .
يمكن أن يصبح كل شيء مأزوما بسهولة لم تعد تدهشنا .
.. نحن نفكر فقط في مظلة أمان
صغيرة وتسع الجميع.
نحلم ببقعة هادئة 
نسميها وطنا حقيقيا
فهل هذا كثير ؟!

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *