“الأم العازبة:دراسة سوسيودينية” لمليكة الأشقر



( ثقافات)

صدر مؤخرا في المغرب كتاب ” الأم العازبة ” للكاتبة مليكة الأشقر التي تقول عن هذا الكتاب:

 ” لقد بدأت رحلتي مع موضوع “الأم العازبة” منذ حوالي عشر سنوات، وبالضبط حين أسست جمعية تعنى بالإرشاد الأسري ودعم حقوق المرأة والطفل، حيث كانت تتوارد علينا – سواء بشكل تلقائي أو من خلال الخلية الجهوية المكلفة بحماية النساء والأطفال ضحايا العنف لدى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة – حالات أمهات عازبات ممن يبحثن عن إيواء أو دعم نفسي أو اجتماعي أو توجيه قانوني، وقد كانت أغلب تلك الحالات من فئة المغرر بهن، أو ممن كن ضحايا الاستغلال الجنسي البشع في البيوت أو أماكن العمل… 

حينها بدأت أهتم بالظاهرة وأطلع على تداعياتها وأرقامها المهولة في المغرب والعالم العربي ، وأصبحت تراودني فكرة إنشاء مقر أو مأوى لهؤلاء الضحايا، إلا أن إكراهات مادية وتنظيمية حالت دون ذلك، وبقي الموضوع ساكنا في وجداني يؤرق فكري، ويلح على اهتمامي ، وقررت أن أخوض في غمار هذا الموضوع من بوابة البحث العلمي، وتحديدا من زاوية لا يرى فيها البعض إلا “الجمود” و”الانغلاق” و”الرفض المطلق” لمقاربة مثل هذه الظواهر، إنها زاوية موقف عالم الدين من الظاهرة.. 
ولعل الأمر، قد يكون مفهوما إلى حد ما، لاعتبارات منها: 
– ما يتم تداوله عادة من آراء حادة لبعض المنسوبين للرأي الديني، 
– عدم قراءة النصوص الدينية والوقائع الاجتماعية لعصر النبوة من غير واسطة فقهية متوارثة، 
– عدم إبراز آراء علماء الدين المتنورين المعاصرين الذين يجتهدون في مقاربة الظواهر الاجتماعية الراهنة مقاربة مقاصدية، تحافظ على روح النص، وتحقق مصالح الأفراد والجماعات. 
لأجل ذلك كله، وبعيدا عن التنميط المسبق للآراء، سواء تجاه الرأي الديني حول المسألة، أو تجاه جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الأم العازبة، أعددت هذه الدراسة تحت عنوان “الأم العازبة: مقاربة سوسيودينية، دراسة استطلاعية لآراء عينة من علماء الدين بالمغرب”، زاوجت فيها بين التأصيل الديني للمسألة، بحكم تخصصي في مجال الدراسات الإسلامية، وبين التقنية السوسيولوجية، بحكم دراستي في مسلك علم الاجتماع. 
وقد تم تناول موضوع الدراسة وفق خطة منهجية تتألف من مدخل تمهيدي وفصلين: أما الفصل التمهيدي فيتضمن تحديد إشكالية موضوع الدراسة وقضيته العامة وأهميته وأهدافه ومفاهيمه وببعض الدراسات السابقة حوله.
وتناول الفصل الأول المقاربة النظرية للأم العازبة من خلال ذكر الأسباب والدوافع والتعريف بدور المجتمع المدني في مقاربة الظاهرة ، وفصلت القول في المقاربة الدينية للام العازبة:الأصول والمقاصد الشرعية.
وخصصت الفصل الثاني للدراسة الميدانية من خلال استحضار الإطار المنهجي للدراسة وعرض نتائج المعطيات اعتمادا على أهم متغيرات الدراسة،وختمته بتحليل بيانات الدراسة ونتائجها وتوصياتها.
وقد قدم لهذه الدراسة فضيلة الدكتور أحمد عبادي رئيس رابطة علماء المغرب بالرباط. 
و أشرف عليه كل من الدكتور عمار حمداش، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن طفيل بالقنيطرة والدكتور محمد إكيج أستاذ بالمعهد العالي للقضاء بالرباط، 
هذا ولا أدعي أني أحطت بكل جوانب الموضوع أو قاربته مقاربة نهائية لا تحتاج إلى مزيد، إلا أنني آمل أن تستثير الخلاصات التي انتهيت إليها همة الباحثين في الحقول المعرفية المختلفة للقيام بدراسات أخرى ميدانية وأبحاث علمية متخصصة من أجل الوصول إلى مقاربة علمية وعملية لهذه الظاهرة، وما يتناسل عنها من قضايا وظواهر. 

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

تعليق واحد

  1. ابن يمكنني أجاد هدا الكتاب اتا باحث واحتاجه كمرجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *