شمس الليل

يستدير الزمن ، في قصائد الشاعرة دلال غصين ، دون ان يفقد قدرة السير ، على خيط مشدود ، بين الاسطورة واللحظة الشعرية ، الليل والنهار ، لتبقى عبارتها نابضة ، مفعمة بالحيوية .

تكاد ان تلتقي قصائد ديوانها ” شمس الليل ” في مدارات اعادة قراءة العلاقات الانسانية من زوايا تراث تستحضره حينا وتقف على تخومه احيانا و تطوعه لايصال ما تريد .

من وحي شهرزاد تلتقط ايقوناتها وتفتح فضاءات رحبة لبوح امرأة باسرار في ليل بلا ضفاف .

ولشهريار في قصائد الديوان ملامح مختلفة فهو العصري الذي لم يفقد وجهه التقليدي .

في محاكاتها للاسطورة تبحث عن روح جديدة يفتقر اليها الزمن بصياغاته الراهنة لتؤثث زمنها المستعصي على الموت .

الطبيعة ببحرها وصخورها واشجارها شريك في حالة التمرد الانساني على البلادة والجمود لتتجسد مظاهر اخرى لنزعة الانحياز للحياة .

ففي حركة الموج محاكاة لدفق شعوري مستوحى من بحر بيروت المدينة الفضاء التي تصفها بعكاز القصيدة والنار التي تمشي على الماء .

تتجلى العلاقة الانسانية في ثنائيات البحر واليابسة والسماء والارض لتعيد الشاعرة فهم المرأة الشرقية فهي صاحبة الروح المتحدية العاشقة وليست الشريك السلبي المغيب بفعل انماط تفكير وثقافات متهالكة .

تصوغ الشاعرة غصين علاقتها مع القصيدة على ايقاع اقرب الى اعادة الخلق حين تسأل ان كانت تكتب الشعر ام يكتبها لتجسد حالة تفاعل لا تتوقف عن النبض من اول حروف شمس الليل الى اخر عباراته.