مسرحية “بائع الكلام” في مدينة البيضاء الليبية




*خلود الفلاح/ صور: صلاح بونباء

( ثقافات )

عرض الأيام الماضية على خشبة مسرح المعهد الصناعي بمدينة البيضاء، العمل المسرحي “بائع الكلام” تمثيل: رمضان العريبي_ فرج خنفر_ رندة لطيف_ ابراهيم ابريدان _ تنفيذ اضاءة: أكرم عبدالسميع _ تنفيذ ديكور: سليمان الخشبي. اخراج وسينوغرافيا وتأليف الكاتب الشريف حسن بوغزيل الذي قال عن العمل: المسرحية العمل الاول لفرقة اجيال بإدارة الفنان حمدي المسماري وانتاج الفنان المهدي الهيلع، إضافة إلى مجموعة من الأصدقاء دعمونا مادياً وساهم مكتب الثقافة والمجتمع المدني قدر ما يستطيع ونحن نقدر الامر.
ويضيف المؤلف الشريف بوغزيل: العمل عبارة عن قصيدة شعرية حاصرتني ولم تنطق فأحلتها الى فضاء ركحي مسرحي واسع يحتمل ان تقال من خلاله…حيث كان العمل ذهنيا ينتمي لمسرح العبث قد لا يحتمله المتلقي الذي يعاني الكثير فأشفقنا عليه بنصف ساعة ذهن أي نصف ساعة مسرح. وعن وضع المسرح الليبي الآن قال الشريف بوغزيل: سأقول المسرح فقير ومظلوم واعتقد سيظل. كما انه يأتي في اخر الاهتمامات بمجتمعنا العربي رغم انه من يستطيع ان يفكك الواقع
في ذهن العامة ويفتح مساحة مهمة للحوار المثمر البناء والواعي وثمرته سريعة … ولان الفن وحده من يستطيع ان يصنع السلام والحب ويهذب لغة الحوار بين الناس ويرتقي بها. بالغة ممكن ان نصنع الحرب والدمار وبها يصنع الوئام والسلام وهنا كانت رحى المسرحية تدور. فبعنا الصمت بزمن الكلام.
وعن المسرحية قال الناقد المسرحي حمدي المنشاوي: “بائع الكلام” عمل مسرحي يحقق الدهشة فينا وينتزع منا ابتسامة الرضى من بين احتقان المآقي الذي تكتحل به الاجفان ولوعة الالم التي تعصف بقلوبنا والشرود الذي يدثر عقولنا بفعل واقعنا النائم على الهزيمة التي نكابر في الاعتراف بحقيقتها. المخرج المثقف الشريف بوغزيل، قدم لنا هذا المساء حالة مسرحيه تجاوز فيها السؤال خلال المحيط الإقليمي المحدود إلى المحيط الإنساني المفتوح حول التيه الذي يكتنف الذات البشرية واختصارها في صيغة الرقم ضمن معادلة الصراع الدرامي لحياة البشر. ما بين هستيريا الخطاب وفقدان الكلمة لقيمها الكبرى رغم كونها الاصل في الوجود. وبين جنون القوة التي يصنعها الانسان ليساهم بجحوده لنعمة الحياة في فناءها. وتخلص بنا هذه الحالة المسرحية المبدعة إلى ان الذات الكبرى التي اوجدت هذا الانسان بكافة تفاصيله قادرة على احتواء عذاباته كونها صاحبة الكلمة في وجوده. قدمت المسرحية بحرفية تتسم بذكاء كبير في جميع عناصر العرض المسرحي. هنيئا لحركة المسرح بهذا المخرج الرائع حد الذهول. 
وأضاف الناقد المسرحي محمد الصادق بو الجربة: بائع الكلام باعنا الصمت. من يجيد لعبة بيع الكلام هو من يحكم ومن يجيد صناعة الطغيان هم بني صهيون أما نحن فلسنا سوى عامل مساعد، هذه المسرحية عبارة عن ناقوس خطر رغم قصر وقتها، وأكثر ما شد الانتباه وأثار الجدل عندي هو استعمال مساحة صغيرة من المربعات البيضاء والسوداء والحركات العجيبة التي قام بها الممثل الرئيسي.
الأمر كان ذكاءً خارقاً من صاحب العمل أنه لم يغطي الخشبة بالكامل وإنما اكتفى بجزء بسيط استغلها الممثل الاستغلال الأمثل وأوضح لنا أن لعبة الشطرنج لها مدلول واضح حيث أن أرضية الشطرنج تستعمل في طقوس أخطر وأدق الفنون السوداء فتكاً بالعالم. إنها بداية النهاية للعالم أو نهاية الهزيع الأخير للدنيا كما أشار صاحب العمل في نهاية مسرحيته وهذا النوع من المسرحيات لا ينتج إلا من إنسان ذو مخزون مسرحي هائل ومستوى ثقافي كبير.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *