كان السينمائي.. منافسة ساخنة بين الكبار والصغار اليوم


* مسعود أمرالله آل علي

تنطلق اليوم عروض المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ 67، وتنطلق معها أيضاً عروض «نظرة ما»، و«نصف شهر المخرجين»، و«أسبوع النقاد»، وهي أهم الأقسام والتظاهرات المصاحبة في المهرجان، لتبدو المنافسة هذا العام ساخنة بين المخرجين لتنوّع مشارب، ومدارس، وأساليب الأفلام. تيري فريمو المدير التنفيذي للمهرجان، أعلن في المؤتمر الصحافي عن استقبال 1800 فيلم، اختير منها 49 فيلماً طويلاً من 28 دولة لبرامج المهرجان، مؤكداً أن بقية الأفلام لم تكن سيئة، بل لم تُناسب توجّهات المهرجان. 5 من الأفلام المختارة لصانعي أفلام أوّل إخراج، و15 فيلماً لمخرجات.

كما أكد أن عملية الاختيار والبرمجة لم تكن سهلة على الإطلاق، لتبدو أن المنافسة لن تكون سهلة بهذه الدورة لتنوّع أفلام المسابقة الرسمية، التي يشارك فيها 18 فيلماً من 11 دولة، تحتل فرنسا – كالعادة – المرتبة الأولى فيها بـ 11 فيلماً، وتأتي كندا بالمرتبة الثانية من حيث حجم المشاركة بـ 3 أفلام، وهو حضور مكثّف لم نعهده منذ سنواتٍ ، فيما تحضر أميركا والمملكة المتحدة بفيلمين لكل منهما. وبينما تبدو المشاركة الأميركية فقيرة على عكس السنوات الأخيرة.
جاءت المشاركة البريطانية صاخبة بفيلمين لمخرجين عريقين هما مايك لي بفيلم «السيد تيرنر» وكين لوتش مع «ردهة جيمي»، المبارزة بينهما فقط هي قمة بحدّ ذاتها. بقية المشاركات هي أحادية وتأتي كأنها موزّعة جغرافياً بحسب قارات العالم: تركيا، بلجيكا، سويسرا، اليابان، إيطاليا، الأرجنتين، وروسيا. وبهذه الحصص، تغيب دول كنّا اعتدنا عليها في قائمة المسابقة، مثل: كوريا الجنوبية، والمكسيك، وألمانيا.
مستويات متباينة
إذن كيف ستكون المنافسة بين المستويات المتباينة لصانعي الأفلام إذا ما وضعنا في الاعتبار عدد المشاركات السابقة، فمثلاً الفرنسي جان لوك غودار هو الأغزر مشاركة بالمهرجان في أقسامه المختلفة. هو هنا للمرة 19 مع فيلم «وداعاً للغة»، منها 7 مرات في المسابقة الرسمية، ولكنه لم يفز في «كان» على عكس الأيرلندي كين لوتش، الذي يعد واحداً من 3 مخرجين حصلوا على السعفة الذهبية عن فيلم «الريح التي تهز الشعير» في 2006، كما أنه الأكثر من بين كل المخرجين مشاركة في المسابقة الرسمية، فهذه هي المرة 12 من إجمالي (18) مشاركة.
سان لوران
بين الفرنسيين، يبرز أوليفييه أساياس مع «سيلز ماريا»، وتعد هذه المشاركة رقم (15) عموماً، ورقم (4) في المسابقة، ورغم ذلك فهو لم يحظ بجائزة قَط، يليه برتران بونيللو للمرة الثالثة في المسابقة بفيلم «سان لوران» حول مصمّم الأزياء الشهير إيف.
أما ميشال هازانافيسيوس، فيحضر للمرّة الثانية في المسابقة مع فيلم «البحث»، وكان فيلمه السابق «الفنّان» في 2011 حقّق نجاحات واسعة وحظي بأوسكار أفضل فيلم، بين الفرنسيين الثلاثة، إضافة إلى غودار، منافسة خاصة، وإن كانت أساليبهم السينمائية متباعدة. الولايات المتحدة تأتي بفيلمين مستقلين صغيرين هذه المرة بعد سنوات من الاختيارات المكثفة في البرنامج، الممثل تومي لي جونز في ثاني مشاركة إخراجية مع فيلم «هومزمان»، أما الأميركي بينيت ميلر، فهو يحضر للمرّة الأولى في المسابقة بفيلم «فوكس كاتشر».
5 أفلام عربية قصيرة من twofour 54
أعلنت twofour 54 عن عرض 5 أفلام عربية قصيرة في مهرجان «كان» السينمائي، تم إنتاجها بدعم من المختبر الإبداعي التابع لـها. وستعرض الأفلام في قسم «أفضل الأفلام العربية القصيرة من twofour 54» في الركن المخصص لعرض الأفلام القصيرة، في المهرجان الذي تستمر فعالياته طوال الفترة بين 14 إلى 25 الجاري، موفراً بذلك فرصة مميزة لصنّاع الأفلام العرب لعرض مواهبهم أمام جماهير غفيرة من عشاق السينما من مختلف أنحاء العالم.
وأعربت مريم المهيري الرئيس التشغيلي لــtwofour 54 عن فخرها برؤية إبداعات صناع الأفلام العرب في واحد من أهم المهرجانات السينمائية الدولية.
ومن الأفلام المشاركة في المهرجان الفيلم الإماراتي «13:37»، من إخراج عيسى السبوسي والذي تدور أحداثه حول الدراما السيكولوجية في المستقبل، والفيلم المصري «الأطلال». كما سيشارك الفيلم الإماراتي لمصطفى عباس «حالة غروب»، الذي يروي قصة شخصين، الأول روائي أميركي الجنسية والآخر طالب إماراتي، يجد كل منهما العزاء لنفسه عندما يستمع لقصة حياة الآخر. بينما يصور الفيلم السعودي «مع الوقت» للمخرج ملاك قوته حالة الخوف التي قد يعشيها بعض الأطفال في منازلهم بمناطق مختلفة من العالم، إلى جانب الفيلم العراقي «هذه ليلتي» للمخرج علاء شاكر.
إخراج نسائي
فيلمان في المسابقة من إخراج نسائي، وهو عدد أفضل مما سبقه في السنوات الماضية، وكان موضع نقد المجتمع السينمائي لندرة المشاركة النسائية. اليابانية ناوومي كاواسي في رابع مشاركة في المسابقة مع فيلم «لا تزال المياه»، وهي أمام نظيرتها الإيطالية المشاركة للمرة الأولى في المسابقة أليس رورواشر بفيلم «الأعاجيب»، والاثنتان في مواجهة مع رئيس لجنة تحكيم أنثى.
_______
*البيان

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *