الكتابة بصوت مرتفع


*مروان العياصرة

( ثقافات )

متن:
ماذا عن الكتابة بصوت مرتفع..؟
لدى رولان بارت تخريج جسدي لهذه الكتابة
ما يقصده بحسب تحليل هومي بابا هو فن قيادة الجسد وتحويله إلى خطاب تفاعلي،
برأيي.. إنها تشبه التشكيل الخطابي عند ميشيل فوكو من حيث الفاعلية والقدرة على الأداء الدلالي العمومي.. الحقيقة أننا نثرثر كثيرا.. لأن كل كتابة ليست بصوت مرتفع، ولا تنتج فاعلية أو اتصالية تفاعلية عمومية هي ثرثرة وبصوت منخفض أيضا.
هوامش:
(1)
لا تتخلَّق القصائد
من تساقط أزرار القمصان وحسب
فأصابع الشعراء أوتار حبلى بالوهم والتجليات، والهزائم والانتصارات
تولد القصائد
من مرور عطر غير مدجَّن بالقرب منا
من عطش شرفة مصابة بالكآبة لوشوشة فمين خجولين
من فكرة نحيلة لو نفخت بها عصفورة متوعكة لطيرتها
من ثقب حلم معتق، أو صحو مشقَّق
من حزن يمضغ حواسنا كلحم نيء، وجوع يقضم أطرافنا ببطء ممل
تولد القصائد من الشرفات والطرقات والموائد
من سهو الأصابع وخيبات القلوب
كيف تفضّلينها أنت..؟
بمذاق القهوة السادة، أم بطعم الدم..؟
الشاعر يا عزيزتي نادل ومقاتل
حيناً يعبئ حنجرته بالرصاص.. وحيناً يغازل
(2)
نحن خصمان ودودان
نظراتنا المسنَّنةُ مثل خيوط شمس آخر النهار، خفيفة وباردة
خصمان نحن أو أننا.. ودودان
في أغلب أحوالنا تتوعك عافيتنا
وتصاب بخوف بليد لم تدجِّنه سنوات طويلة من الحب
سنتان ربما، أو سنة واحدة، أقلُّ قليلاً.. أو أكثر، المهم، أننا خصمان
أقصد ودودان
ابتسامتان رشيقتان وناعمتان، ما تلبثان أن تتفكَّكا بفعل تثاؤب مفاجئ وشرس
ابتسامتان فاسدتان إذن، لا بأس، المهم أننا خصمان و.. ودودان
(3)
الفكرة وشاية عابرة للحواس
تصبح مدجنةً مثلَ فهدٍ مرقطٍ
تحوَّل إلى فراء على كتفِ امرأةٍ حسناء
لهذا – ربما – صارت رؤوس الشعراء المعبأة بالشياطين معلقة على أكتاف النساء
(4)
أن تنسى يعني
أنَّ عينيك بيضاوان بلا جدوى
أن تتحسس الشارع الذي كان يوصلك إليها بأصابعك
أن يلتبس عليك الفراش والشرفة والموسيقى
أن تخدعك الحكمة
ويلدغك الفراغ
______
*شاعر وأديب من الأردن

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *