المفارقة في رواية “تغريبة قرية” لمحمد نايل عبيدات




د. خولة شخاترة


حين يتسلل التاريخ إلى الرواية : نماذج مختارة



تدور رواية تغريبة قرية للدكتور محمد نايل عبيدات -التي صدرت عن دار ورد الأردنية عام 2010- حول محنة قرية كفرسوم شمال الأردن ،التي عرفت آنذاك ب”سنة الطوق “و”سنة الأحداث” فكانت هاتان السنتان عقابا للقرية التي كانت تملك وعيا سياسيا مبكرا ،فأغلب سكان القرية ينتمون إلى حزب إما إسلامي وإما قومي. وربما تجتمع انتماءات حزبية كثيرة داخل البيت الواحد أو أفراد العائلة الواحدة فتجد الأخ قومي والأب إسلامي، وهكذا. فكانت سنة الطوق – وهو طوق بشري من العسكر أحاط بالقرية، وهو مصطلح جديد دخل عقول أبناء القرية خاصة الأطفال منهم -عقابا للقرية بسبب رفضها لحلف بغداد فكانت مظاهراتها اليومية تجوب القرية تندد بالحلف،والنقطة الرابعة ،وفي بعض الأحيان كان المتظاهرون يغادرون القرية وينضمون إلى المظاهرات في المدن. ثم توج هذا الرفض بحرق الغربالة التي أقامها الأمريكان وكانت تمثل رمزا من رموزهم ،وقد شاركهم بالحرق أبناء القرى الأخرى ، لكنهم دفعوا الثمن وحدهم ،ودفعوا الدية لأمريكا .فألقى القبض على كل رجل دون مراعاة لصغير أو كبير طالما أنه تجاوز الخامسة عشرة من العمر.فمن حالفه الحظ هرب خارجا كما فعل عبدا لله الذي استقبل العسكر وهم له منكرون ثم تسلل هاربا ،أو اختبأ يتحين فرصة الهرب مثل عدنان إذ نجحت والدة عبدا لله بتهيئة مخبأ له في بيتها الذي تحول إلى مقر للعسكر فقسم البيت قسمين شبيها بتقسم ألما إلى دولتين شرقية وغربية: واحد لأهل البيت وآخر للعسكر والأوسط فيه عدنان.مع الإشارة إلى أن عدنان كان يخالف عبدا لله بالانتماء الحزبي.أما من بقي فيها من الرجال فقد جمعوا في المدرسة وحولت إلى معتقل يسام فيها الرجال شتى أنواع العذاب وألوان من الإهانة ؛ يبيتون على أرض إسمنتية في فصل الشتاء البارد بلا تدفئة ولا أغطية إلا بقية من ملابس تمزقت إثر الاعتقال والتعذيب.وحين أعلن الحاكم العسكري افتتاح العام الدراسي ،وليس مفتش المعارف استغرب الصغار وتساءلوا عن السر، ولم يسألوا كبارا فلم يكن هناك كبار،ص22.أما سنة الأحداث فكانت عقابا للقرية بعد أن دعت أحزابها إلى الانضمام لدولة الوحدة ،وهو مطلب كثير من الأحزاب القومية في الأردن -مصر وسوريا -ولو أدى هذا الأمر إلى المواجهة المسلحة مع السلطة ، فتدخل الجيش واحتل القرية كما كان يعتقد أبناء القرية آنذاك من وجهة نظر أهل القرية ،وحولت المدرسة إلى معتقل مؤقتا مرة أخرى .وكأن قدر مدرستها أن تجهض كل محاولة لممارسة دورها الحقيقي بتقديم المعرفة والعلم إلى أبنائها أو تنويرهم .وبعد انسحاب الجيش صارت المدرسة إسطبلا لخيول الفرسان .لعله من المفيد الإشارة إلى بعض الآثار المدمرة على القرية وأهلها. فقد صودرت أراضي البعض وممتلكاتهم ومنع البعض الآخر من الذهاب إليها، كما صودرت ثروتهم الحيوانية ، أما ما تبقى منها فلم يتمكنوا من زراعتها، ومن زرع قبل هذه الأحداث لم يتمكن من جمع محصوله ،كما صودرت ثروتهم الحيوانية ، أما ما سلم منها فقد كان طعاما للفرسان ،كما منع الناس من إيقاد النار للتدفئة أو صنع الخبز كأنهم آل جساس،مع أنهم لم يغدروا كما غدر جساس .فتذكر الرواية مثلا أن والد عدنان والد المطلوب الأول للدولة ومفلح كانا يملكان ثلث بيادر القرية فصار إنتاجهما لا يكفيهما ؛لأنهما انحدرا درجة في نظام الحراثة .فقد كانا يحرثان على الثيران لكن مصادرة الثيران دفعهما إلى الاعتماد على الحمير .
تغريبة قرية تروي حكاية أغلب القرى الأردنية وبعض مدنها في ذلك الوقت ،لا بل تروي حكاية الكثير من المدن العربية التي ابتليت بالاستعمار كما ورد في مفتتح الرواية ،ص7 وفي هذا ربما إجابة على تساؤل المتلقي لم اختار المؤلف عدم ذكر اسم القرية وهي قريته ؟ وهذه الأحداث من الأهمية بمكان أنها غيرت وجه القرية ،ومستقبلها لا بل غيرت مستقبل الأردن فهي سنوات الجمر والرصاص الخاص بالأردن في الأردن مع أن المصطلح يطلق على الفترة بين الستينات والثمانينات في المغرب.
وعلى الرغم من أهمية هذه الأحداث إلا أنها بقيت مغيبة لا تأتي على ذكرها كتب التاريخ الرسمي، إذ تم تهميشها وتغيبها، وبقيت هذه الأحداث طي النسيان إلا في الذاكرة الشعبية..وقد تسربت هذه الأحداث إلى الأغاني الشعبية التي عبرت عنها خير تعبير.
وأصبح علينا الطوق من كل لركان
ولطوقونا جنود وفرسان
ملوا الأراضي وسهلها والوديان
وفاضوا علينا تقول نهر الفرات
واستحلون الجيش كل العماير
صادرون القمحات ومن الكواير
رز ولحم وخرفان والسمن ياسر
فكما يروي الأدب ما غفل عنه التاريخ أو تغافل عنه، فإن هذه الأحداث وجدت مستقرا لها في الأغاني الشعبية إلى أن جدت طريقها للرواية.
الرواية ترسم لنا صورة القرية الأردنية في تلك المرحلة بكل علاقتها الاجتماعية، والاقتصادية ،والإنسانية .فالمواسم الزراعية مثلا حاضرة فيها مثل موسم حصاد القمح، وقطاف الذرة والسمسم، ولا يغفل الإشارة إلى نظام العمارة الذي تبنى على أساسه البيوت الريفية وتصمم ، فتبنى غرف متلاصقة خاصة لأهل البيت ،وأماكن لتخزين الحبوب وثالثة لتربية الحيوانات، كما يخصص مكان لمخلفات الحيوانات ،إضافة إلى الفرن(الطابون)، كما تتم الإشارة المطبخ الأردني الذي يعتمد اعتمادا كاملا على ما تنتجه أرض القرية أو ما يربيه أهلها من الحيوانات والدواجن.
رواية تغريبة قرية تؤرخ لإحداث حقيقية ،وتعيد سردها وفق منظور خاص، وترصد التحولات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع الأردني ،عبر رواية يرويها راوي عليم ثم يتوارى إلى الخلف قليلا حين يعطي زمام السرد إلى شخصية -عدنان- تروي الأحداث من وجهة نظرها،وفي مرحلة لاحقة يعود السارد ليفرد لنا حيزا خاصا يروي ما عرفه رحلة حسن من الاعتقال في المدرسة إلى السجن والحكم عليه بالإعدام . لقد تحولت هذه الأحداث من تجربة فردية لفرد ،أو عائلة أو قرية إلى تجربة إنسانية .فهي تتجاوز الحدث الشخصي إلى حدث عام ،وترفعه إلى مصاف التجارب الإنسانية عامة .
المفارقة في تغريبة قرية
توقفت في هذه العجالة عند المفارقة، وهي تقنية حاضرة في هذه الرواية وقد وظفت توظيفا بهدف إيصال رسالة ما، وربما التأكيد على مغزى ما . يتمثل ببساطة أبناء القرية في التعبير عن رفضهم لما يحدث ،وتوقهم للحرية ،وفي الوقت ذاته قابليتهم العفوية للتضحية . وكان يمكن الاستفادة من هذا الاندفاع العفوي ، وقابليتهم للتضحية ؛للانعتاق من الاستعمار،كما استفادت كثير من الدول العظمى التي بنت مجدا لأمتها.(الرواية،ص8) . يضاف إلى ما سبق فإن أهل القرية كانوا من حملة الأفكار، ولم يكونوا جواسيس لأحد ،فحين فاز المرشح القومي لم تشهد القرية مماحكات ؛فلا تشفي ولا امتعاض من الخاسر(ص39) ،كما يحدث الآن بعد خسارة مرشح جهة أو، فئة ،أو حزب ،بعد اغتيال فترة تشكل الوعي. فحل اﻟﺨﺮاب ،واﻟﻔﺸﻞ،واﻟﺘﺮدي الذي يفضي إلى ﻗﺘﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ التي تحاول النهوض ،والتحرر فصار همهما الأكبر تلبية الحاجات الأساسية ، وتحويله إلى جماعات متناحرة ، وتكريس الأنانية الفردية ، وتشجيع زعامات وليدة متنافسة ؛ليسهل السيطرة عليها ؛لدرجة أن أبناء هذا الجيل يسخرون من تلك التضحيات التي بذلها الآباء في سبيل الأفكار التي آمنوا بها ،ودافعوا عنها ،ودفعوا ثمنا باهظا في سبيلها ، وتنكروا لهذا التاريخ ،والبعض منهم لا يعرف عن هذا التاريخ الذي همش.
والمفارقة بأبسط معانيها كما ورد في معجم أكسفورد المختصر Concise Oxford Dictionary: “أن يعبر المرء عن معناه بلغة توحي بما يناقض هذا المعنى أو يخالفه ،ولاسيما بأن يتظاهر المرء بتبني وجهة نظر الآخر، إذ يستخدم لهجة تدل على المدح ،ولكن بقصد السخرية ،أو التهكم ” نقلا عن المفارقة والأدب،خالد سليمان،ص14.وهي عند سيزا قاسم : “معنى آخر شكل من أشكال القول ،يساق فيه معنى في حين يقصد فيه معنى آخر ،غالبا ما يكون مخالفا للمعنى السطحي”المفارقة في القص،فصول،مج2،ع2،1982،ص143
ولعل من أبرز الأمثلة على المفارقة ما ورد من ممارسات السلطة سنة الطوق”عسكري ينتصب واقفا أمام الباب ،يلبس خوذته ويشهر سلاحه وكأنه متأهب للحرب ” الرواية،14.وورد في سياق آخر أن الطوق البشري مكون من عسكر يفترض أنهم أعدوا للحرب”16.إذ يفترض أن مكان هذا العسكري الذي يلبس ملابس الحرب ،وعدتها وهو بكل هذا التأهب هو الجبهة أو الثكنة؛ كي يحمي حدود الوطن ويدافع عن أبنائه ،و ليس احتلال القرية ولا ترويع أهلها ،ومعاقبتهم على معتقداتهم وأفكارهم . ومن الأمثلة أيضا التي وردت على لسان عاطف الذي لم يضبطه أحد يتكلم بأكثر من رد السلام ،لكن جسامة الأحداث أنطقته بالحق ، وأخرجت ما في عقله الباطن ولا وعيه. فالتعليم دخل القرية حين أحرقت المصالح الأمريكية ومؤسساتها.فالمفارقة قائمة بين غياب مصالح أمريكا وحضور التعليم والتنوير ،أما حضور المصالح الأمريكية وبقاؤها فإن التجهيل يصبح سياسة ممنهجة. هذا يعني دخول التعليم والتنوير إلى المنطقة ” قرية الغربالة لم يكن بها مدرسة وكان أطفالها..يمشون من قريتهم إلى قريتهم ليدرسوا ابتداء من الأول ابتدائي ،فلماذا بنيت غربالة ولم تبن مدرسة ،ألا ترون أنه عندما أحرقنا الغربالة وبقي المبنى قائما ،جاءت وزارة المعارف وأسست مدرسة ابتدائية في القرية وأراحت هؤلاء الصغار من مكابدة المشي في الحر و القر.أرى أن أمريكا والتعليم لدينا لا يتفقان ، فعندما أحرقت مؤسستها دخل التعليم إلى القرية .صحيح فالتجهيل سمة الاحتلال”.ص24 . ومن المفارقات أيضا “فقد حل هذا المجلس بعد فترة وجيزة من انتخابه واعتقل عدد من أعضائه في المعتقل الصحراوي واجتمع القوميون والإسلاميون المتنافسون انتخابيا تحت سقف معتقل واحد بدل البرلمان الواحد”39.فبعد السلوك الحضاري الذي أعقب فوز القوميين ولم يقابلها ردة فعل عنيفة من الإسلاميين ،أو تخريب للممتلكات العامة كان السلطة رأي آخر .فكانت ردة فعلها أن جمعتهم في مكان واحد –المعتقل الصحراوي- على الرغم من اختلافهم عقائديا .ومن المفارقات انتظار أهل القرية ماذا سيقوله أحمد سعيد في إذاعة صوت العرب بعد صدور الأحكام بالإعدام أو السجن المؤبد على أبناء القرية ،والمفارقة أن صوت العرب سجلت نصرا لهم ،فوجدت فيهم وقودا لمعركتها -وهم مستعدون على فطريا للتضحية -فوقعوا في الفخ وحدهم الذي نصب لهم من العسكر.وبقيت الإذاعة تحارب عن بعد ،فالحرب بالإذاعة عن بعد صار عادة عربية في مواجهة العدو كما في حرب الأيام الستة.ص57
ولعل من أهم المفارقات التي حاولت الرواية من خلالها إيصال رسالة ما عن تبدل الحال وتغير القيم فقد ظلت القرية تباهي بأنها لم ترضخ لأحد ،وأنها نجت من العيب الأكبر فلم يكشفوا سرا لحزبي على الرغم من اختلاف انتماءاتهم .إلا أن تعيين حابس ،وهو من خارج القرية إماما للمسجد بدلا من إمام القرية -الذي كان يؤم الناس للصلاة بلا مقابل- قد دفع بأهل القرية إلى إعادة النظر بهذا التباهي .فحابس هذا له دور يخالف دوره المفترض فقد عمد إلى تتبع أخبار الناس والتصنت على أحاديثهم ،لا بل فقد كان يسرق من محاصيلهم ، وكانوا يتظاهرون بتصديقه ، حين قال : أريد معرفة جودة المحصول .فلم يتوقعوا من هو في مكانه من التدين والوقار أن يقوم بما يقوم فلم يكن يراعي دوره الذي يفترض فيه الوقار والتدين فكان يتقن الدبكة والعزف على المجوز وأدخلت بناته ثقافة الرقص بعد أن كانت بنات القرية لا يعرفن إلا الدبكة .فكما لم يتوقع كليب أو يصدق أن يغدر به جساس، ويطعنه من خلف فكذلك أبناء القرية ،إلا أن ابنته زهرة العوراء صارت تفاخر بأنها تستطيع هي ووالدها حابس أن تسجن أي واحد من القرية .وقد حدث هذا مرات وتعرض البعض للتحقيق بسبب ما كانا ينقلانه من أخبار.الرواية ،ص،40،24،20.
ومن المفارقات الدرامية التي أشار إليها D.H.Greenالتي تستدعي استحضار ثلاثة عوامل أ-شخصية تتسم بالغفلة مقابل أخرى أقوى منها ب- وضع محكوم بالتوتر فتكون الشخصية الأولى جاهلة بحقيقة الظروف التي تحيط بها (تناقض بين مظاهر الأشياء وحقيقته) ج-المشاهدون الذين يشاركون في صنع الأحداث على وعي تام بالوضع الحقيقي للشخصية الغافلة التي تجهل حقيقة ما يجري.ولعل من أشهر الشخصيات التي جسدت هذا الموقف معلم اسمه علي لم يكن حزبيا يوما اعتقل بسبب انتمائه القومي ،وحين أدخل السيارة وجد نفسه مع أناس لا يعرفهم ،سألهم :لماذا أنتم هنا ؟ولماذا أنا هنا؟ فكان الجواب :نحن القوميين المعتقلين فكانت ردة فعله : وأنا ما علاقتي بالأمر؟ لأنك قومي مثلنا أجابوه.فكان جوابه بكل بساطة ،ولكني لا أعرفكم .استغرب علي هذا الموقف فسأل الضابط: حقا أنا قومي يا بيك؟.فكانت عبارته على بساطتها “حقا أنا قومي يا بيك” .ص65-67تجسد بساطة هؤلاء الناس وفي الوقت ذاته تشير إلى التعسف في الاعتقال ،وفي معاملة أبناء القرية لمجرد الانتماء إليها.وإذا كان الاستهجان والاستغراب ردة فعل المعلم على اعتقاله بسبب الانتماء القومي فإن ردة فعل العسكري والضابط فيما بعد اتخذت أسلوب الذم الذي يصل حد الشتيمة ؛شتيمة الحكومة التي تعتقل طفلا –عيسى-لم يكمل الخامسة عشرة ووزنه لم يتعد 35كغم وطوله 140سم .وكان”بئست حكومة تبحث عن أمثالك” ص117،118.أهذا هو المطلوب على وجه السرعة؟ أهو جدير بهذه الدورية التي أرسلت لإحضاره؟ ! وإمعانا بالمفارقة فقد حكم عليه بالإعدام بعد أن حصل على شهادة تقدير العمر،وبهذا فقد افتتحت الحكومة عهدا باستحداث الوثيقة التي تستخدم مرة واحدة ثم يرمى فلم يعثر لها أثر لاحق.119
ولعل من أهم المفارقات التي أرادت الرواية التأكيد عليها أن هذه الأحداث على الرغم من جسامتها ،وعلى الرغم من تأثيرها المباشر ،وغير مصائر كثير من أبناء القرية وما حولها من قرى ،وعلى الأردن كافة ،ألا أن هذا الجيل لا يذكرها ، بعد سلسلة من التغييب والتهميش ،والاتهام، والتخوين ولم تدون بكتب التاريخ، ولا بإشارة صغيرة تغري باحثا بكتابة أطروحة حول ما حدث . ص136يضاف إلى ما سبق فإن كثير من أبناء هذا الجيل يتنكرون لتلك التضحيات ، بعد أن نجحت السلطة بتغيير نظرتهم إلى الناس فصار شلًاح الذي كان يرشد العسكر على أبناء القرية لاعتقالهم الحاج شلاح تبجيلا له ، ولبس لباس الشيوخ ، وتصدر المجالس خاصة أنه يتوسط لأناس كثر لدى الجهات الرسمية . ص130.
وبعد؛ فإن الرواية تروي ما حدث في الماضي من وجهة نظر الضحية التي ذاقت عاقبة أمرها ، وهي في الوقت نفسه لا يغيب عنها الحاضر،فلم يتحقق شيء من طموحاتهم السابقة أو أحلامهم بالتغيير.هذا الحاضر غاب عنه الرغبة بتغيير الواقع ،وظهر فيه التمسك بمكتسبات فردية وبمصالح ضيقة لفئة محدودة بالمجتمع ،فكثرت الزعامات وزاد التناحر،نتيجة تقريب البعض وتهميش البعض الآخر مما زاد من عداوة أبناء المجتمع تجاه بعضهم بعضا .وأصبح الصراع يحكم علاقة كثير ممن يدعون أنهم قادة المجتمع .

* ناقدة وأكاديمية من الأردن

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *