“نساء الريح” في طبعة مصرية عن هيئة قصور الثقافة


الاء عبدالله

صدر في القاهرة، ضمن سلسلة آفاق عربية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، طبعة جديدة من رواية “نساء الريح” للروائية والكاتبة الليبية “رزان نعيم المغربي”.

ونساء الريح وصلت للقائمة الطويلة في الجائزة العربية للرواية “البوكر” في العام 2010، وتثير فيها المغربي قضية في غاية الأهمية، وهي، عجز كثير من حكومات الدول العربية، وبلدان جنوب الأرض، عن تأمين فرص عمل لمواطنيها، نتيجة الحروب، وعدم جدوى السياسات الاقتصادية والاجتماعية عن تدارك سوء الأحوال المعيشية، مما يدفع مواطنو هذه البلدان بالبحث عن حلول سريعة، فلا يجدون ملاذاً إلا بالهجرة عن بلدانهم الأم “تصبح الهجرة أكثر إغراء لمن ينتظر في بلده أن تتغير ظروفه الاقتصادية أو السياسية، الهجرة هي هروب من مواجهة القدر في مكان واحد”.

وتحيك المغربي بأسلوب أدبي ونقدي على مستوى عالٍ من الرهافة والصدق والإحساس بالمسؤولية، تحيك الروائية “رزان نعيم المغربي” تجربة مجموعة من الأشخاص في رحلة البحث عن لقمة العيش، فمن خلال بناء الكاتبة لتلك الشخصيات وفي سردها لمسارها وتنقلها وحركتها وما يعتري عالم الغربة من أحداث، تنقل إلينا صوراً واقعية تصور حال هؤلاء الضحايا الذين يقعون تحت وطأة مافيا الهجرة غير الشرعية “صعقت أم فرح وبدا الذعر واضحاً على ملامح وجهها: لا يمكن، هذه مقامرة، أنت تبيعين روحك لاثنتين من النساء اللواتي يعملن بالنصب، هل دفعت لهما المال؟ هل قابلت الرئيسة أم الوسيطة؟”.
تقول مغربي في روايتها: “أغلب من عرفتهن كن قماشاً رديئاً جداً سرعان ما يتمزق عند أول ملامسة حقيقية، اعتدت أن أحتفظ لنفسي بما أعرفه، لم أكن شريرة، إنما أحاول دفع الشر قبل وقوعه، لهذا لا أسمح كثيراً بالاقتراب من قماشي حتى لا يتمزق. كانت لديّ صراحة تصل حد القسوة منحتني فرصة الابتعاد إلى المسافة التي أريد. كنت أشد حبلاً رقيقاً مغناطيسياً نحوهن، وفي اللحظة المناسبة أرخيه. بالتأكيد لم أسلم من ألسنتهن. ولم أهتم لهذا الأمر”.

ورزان المغربي هي أديبة وكاتبة ليبية ولدت في دمشق، وكما يوضح معجم الأديبات الليبيات ، فإن اسرتها كانت من ضمن الأسر الليبية التي هاجرت إلى بلاد الشام ثم عادت في بداية السبعينيات، وقد تلقت جميع مراحلها الدراسية بدمشق، ونشرت نتاجها الأدبي في عدد من الصحف المحلية والعربية، وشاركت في عدد من المهرجانات والندوات المحلية والعربية، وصدر لها عراء المنفى”مجموعة قصصية” عن دار الآفاق 2001، الجياد تلتهم البحر”قصص” 2002 عن دار الأوائل، إشارات حمراء”ديوان شعر” 2002، الهجرة على مدار الحمل رواية عن دار الأوائل 2004.

– وكالة انباء الشعر

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *