دروس من الشرق والغرب


*باولو كويلو

في الطريق إلى معرض كتاب شيكاغو بينما كنت أغادر نيويورك، متوجهاً إلى شيكاغو للحاق بمعرض الكتاب، العائد لجمعية باعة الكتب الأميركيين، توقف فجأة شاب، وسط ممر الطائرة، وتوجه بكلامه إلى الركاب: “أحتاج 12 متطوعاً، يحمل كل منهم وردة، ذلك عند هبوط الطائرة”. فرفع عدد كبير من الناس أيديهم، لكن لم يجر اختياري. ومع ذلك، قررت أن اتبع المجموعة أنى توجهت.

وإثر خروجنا من الطائرة، أشار الشاب إلى فتاة في قاعة مطار “أوهير” في شيكاغو.. وواحداً تلو الأخر، بدأ الركاب المختارون، تسليم الورود للفتاة. ثم في النهاية، وفي الموقع والوقت ذاتيهما، طلب الشاب من الفتاة، أن تتزوجه، وكان ردها بالإيجاب.
فقال لي أحد المضيفين: “إنه الحدث الأكثر رومانسية الذي شهدته في هذا المطار، منذ بدأت عملي فيه”.
في جوهر الغفران
ارتكب أحد جنود نابليون جريمة، وحكم عليه بالإعدام. وفي ليلة تنفيذ الحكم، ناشدت والدة الجندي نابليون، الإبقاء على حياة ابنها. فرد: “أيتها السيدة العزيزة، ما اقترفه ابنك لا يستحق الرحمة”.
فأجابته: “أدرك ذلك، وإذا استُحقت رحمته، فإنها لا تعني، حقيقة، الغفران.. لأنه فعلياً، المقدرة على تجاوز الانتقام والعدالة”.
وما إن سمع نابليون تلك الكلمات، خفض الحكم بحق الجندي ذاك، إلى النفي.
حق الاختيار
كتب الدكتور فيكتور فرانكل (أحد الناجين من معسكر الاعتقال في أوشفيتز)، في مذكراته:
“من عاش في تلك الأمكنة المسكونة بالموت، بإمكانه تذكر أنه في ساعات الليل، كان بعض ممن وجد هناك يذهب من خيمة إلى أخرى، مطمئناً من هم أكثر يأساً، وعارضاً في أحيان كثيرة، قطعة من بقايا خبز أو بطاطس”. ويضيف: “قليلون فقط كانوا يستطيعون التصرف على هذه الشاكلة، لكن أولئك القلة أعطوا الكل أعظم الدروس: لا يهم في أي من الظروف تحيا. فالرجل يمكن أن يسلب كل شيء، إلا حرية اختياره التصرف بالطريقة التي يعتقد أن عليه التصرف بها”.
______
(البيان)

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *