شباك أمي ….


*فاطمة ناعوت


سأقول لنفسي:
إنني أجلسُ في أدنبرة
أو
على ساحلِ رأسِ البسيط
باللاذقية
بينما أنا أنتظرُ حبيبي،
على مقعد خشبي في مقهى “كاسترو”
بالقاهرة.
تلك حِيلةٌ نسائيةٌ
أتحمَّل بها بردَ بلادي
في “فبراير”
بجلبابي الحريريّ الخفيف
الذي جلبه الأصدقاءُ لي من رام الله.
سأقول:
إنني في بلدته الشمالية
في حضن الفرات
لكي لا أرمقَ ببصري
بيتَنا القديم
في “سراي القبة”،
لأنّ أمي
لم تعد هناك
في الطابق الخامس
تنشرُ الغسيل
أمي الآن
راقدةٌ تحت الأرض
ليس بوسعها النظرُ إلى الأسفل
لالتقاط المشابك الخشب.
سأقول أيضاً:
حبيبي شاعرٌ
يعرفُ كيف يربتُ على ظهري بحُنو أمٍّ
ويُضفِّرُ جديلتي في شريطةٍ بيضاء
ثمّ يمسح عن جبيني
وجعَ التوحُّد.
يركبُ القطارَ من بلدته الشمالية
ويأتيني في مقهى قاهريّ بارد
بعاصمة بلادي
جوارَ بيتنا القديم
الذي خلا من مشابك الغسيل
ومن أمي.
_______
* شاعرة من مصر (الصباح الجديد)

شاهد أيضاً

طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟!

(ثقافات) طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟! إلى يحيى القيسي لَمْ نَلْتَقِ في “لندن”.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *