مهرجان إنسان السينمائي 2013 ..في فلسطين


*

تنطلق في مدينة رام الله، وبالتحديد في قصر رام الله الثقافي، مساء الخميس 15 الجاري، فعاليات مهرجان إنسان السينمائي 2013، وتنظمه الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية وملتقى فلسطين الثقافي بالشراكة مع بلدية رام الله، بفيلم “طباشير ملونة من عسقلان” للبنانية ليلى حطيط، في حين يكون الاختتام في 20 من هذا الشهر أيضاً بفيلم “مملكة النمل” للتونسي شوقي الماجري في ذات مكان الافتتاح، على أن تستضيف ساحة راشد الحدادين، وبالتحديد في موقف السيارات المقابل لبلدية رام الله، بقية العروض وهي أفلام: “البحث عن رجل السكر”، الحائز على جائزة أفضل أوسكار لفيلم وثائقي العام 2013، والفيلم الأردني “7 ساعات فرق” للمخرجة ديما عمرو، وحقق جوائز عربية وعالمية، والفيلم الهندي الحائز على عدة جوائز “انغلش فنغلش”، وهي جميعها أفلام تعرض للمرة الأولى في فلسطين، إضافة إلى الفيلم الفلسطيني الأردني “شرطي على الهامش” للمخرج ليث الجنيدي.

حكاية المهرجان
وجاءت فكرة المهرجان، من خلال مشاركة مديره الناقد السينمائي يوسف الشايب ممثلاً لفلسطين في مهرجان “آدم” لسينما حقوق الإنسان في تركيا قبل عامين .. ويقول الشايب: أعجبت بفكرة المهرجان وعديد أفلامه، وخطرت لي فكرة وأنا بتركيا بأخذ موافقة المخرجين والمنتجين بعرض هذه الأفلام في فلسطين .. عند عودني وفي جلسة مع صديقي المخرج يوسف الديك، رئيس الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية، عرضت عليه الفكرة، ورحب بتنظيم أول مهرجان سينمائي مختص بمواضيع تتعلق بحقوق الإنسان، ويعرض أفلاماً فلسطينية وعربية وعالمية … كانت الدورة التجريبية قبل عامين في ذات الساحة، قبل نقل المهرجان إلى مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، وعرضت أفلام استطاعت جذب الجمهور كالفيلم الهندي “اسمي خان”، والفيلم الإيراني الفرنسي الأميركي “رجم ثريا”، وفيلم “نهر لندن” للمخرج رشيد بوشارب، والفيلم المصري “بنتين من مصر” للمخرج محمد أمين، وفيلم “تل الزعتر” للمخرجة نبيهة لطفي، وكان كل ذلك دون دعم يذكر باستثناء رعاية من صندوق الاستثمار الفلسطيني بمبلغ بسيط، مستهجناً عدم اهتمام القطاع الخاص الفلسطيني بالسينما كأحد أبرز أهم أنواع الفنون في العالم، بل وعدم ادراج السينما كبند للدعم لدى إحدى أهم المؤسسات الثقافية الفنية الفلسطينية التي توفر الدعم والمنح لأنماط فنية أخرى في فلسطين.
ويضيف الشايب: بعد غياب في العام الماضي، عدت لطرح المبادرة بإقامة الدورة الرسمية الأولى للمهرجان، ورحب ملتقى فلسطين الثقافي عبر رئيسه فتحي البس ومجلس إدارته بالفكرة، وشكل مظلة للمهرجان، بالإضافة إلى الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية صاحبة الحدث قبل عامين، وبشراكة كاملة من بلدية رام الله، التي قدمت قاعاتها والساحة وتقنيات ولوجستيات ما كان للمهرجان أن يقوم دونها، إضافة إلى حماسة عدد من المؤسسات الإعلامية لدعم المهرجان كتلفزيون فلسطين، وشبكة راية الإعلامية، وموقع فلسطين 24، وجريدة الحياة الجديدة .. ويقام المهرجان هذا العام دون دعم من أية جهة، حيث تكلفت الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية ومدير المهرجان بتكاليف بعض الأفلام، فيما تكفلت الجمعية بالمسؤولية عن توفير وتشغيل التقنيات للعروض الخارجية، وهذا أمر مرهق من الناحية المادية للمؤسسات القائمة على المهرجان، والتي تسعى لتثبيت حضور فلسطين على خريطة المهرجانات السينمائية العالمية، خاصة بعد غياب مهرجان القصبة السينمائي لأسباب مالية، وكان المهرجان الأبرز على الساحة الفلسطينية.
رسالة المهرجان ورؤيته
وحول رسالة المهرجان، يقول المخرج يوسف الديك، رئيس الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية: من أجل إحداث تغيير إيجابي في مجتمعات اليوم، يحتاج الشباب إلى فرصة للتعبير عن وجهات نظرهم واحتياجاتهم من خلال الوسائل المناسبة. والسينما تعد أداة هامة في مجتمعات اليوم ذات التكنولوجيا العالية، والسماح للناس باستخدام هذه الأداة من شأنه أن يعزز الإبداع والانفتاح والتغيير الإيجابي.
ويضيف: إن إقامة مهرجان سينمائي دولي لحقوق الإنسان في فلسطين يمكن أن يفتح أبوابا جديدة للتواصل مع ثقافات أخرى .. وعدا عن حقيقة تمكنها من تسليط الضوء على مسائل موجهة نحو المجتمع، فإنها قد تساعد على تعزيز مفهوم قبول الآخرين، والمغفرة، والتعاطف بين الأمم والشعوب.
ويشدد الديك: تنظيم وتنفيذ مهرجان فلسطيني دولي لحقوق الإنسان يتطور ليصبح مشهورا على المستوى الإقليمي والدولي. مهرجان من شأنه أن يمثل حدثاً ثقافياً فريداً يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والتأكيد على روح حقوق الإنسان في مجتمعات اليوم من خلال إنتاج السينما وتوجيهها نحو ثقافات اليوم.. هدفنا هو الاحتفال بالتميز من خلال عالم السينما، والاستفادة منها كأداة للتواصل الإيجابي بين الأمم والشعوب، مهمتنا هي تطوير وتعزيز مواهب شابة محلية وإقليمية في فنون الإعلام التي من شأنها المساعدة في تطوير صناعة الإعلام على مختلف المستويات.. المهرجان هو حدث سنوي ينبغي حضوره، لأنه يسلط الضوء على الثقافة الفلسطينية المتميزة والمتنوعة.. نحن نرى المهرجان يتطور كحدث سنوي هام يؤدي إلى ثقافة متميزة، ومتنوعة، وقوية عن حقوق الإنسان في فلسطين.
وحول أهداف المهرجان، يقول الديك: يهدف مهرجان إنسان السينمائي إلى تمكين المواهب الشابة في فلسطين من تطوير مهاراتهم الإعلامية والفنية في صناعة الأفلام من خلال التدريب، والاستشارات والتدريب الشخصي، ومساعدة صناع الأفلام الشباب على إخراج، وإنتاج وتسويق أعمالهم، وإطلاع المجتمع الفلسطيني على أفلام إقليمية ودولية تم إخراجها أو إنتاجها من قبل الشباب لتعزيز التعرف على الثقافات الأخرى، وعلى تقنيات صناعة الأفلام.
ومن أهداف المهرجان أيضا: التأكيد على الانفتاح والحوار بين الثقافات، بالإضافة الى التعرف على قضايا عالمية تم التعرض لها في أفلام مختلفة وطرق تعامل كل ثقافة معها، وتشجيع الفنانات والسينمائيات الشابات وتمكينهن من تحقيق مستوى أفضل من الجودة وتوزيع أفضل لأفلامهن، والمساعدة على تطوير صناعة السينما في فلسطين والمنطقة، وتوفير للفنانين الشباب من فلسطين والمنطقة منبرا ثقافيا جديدا موثوقا للتعبير عن وجهات نظرهم ومشاكلهم.
ويضيف: بشكل غير مباشر، فإن هدفنا هو خلق أداة جديدة للشباب لتعزيز التغيير الاجتماعي في مجتمعاتهم، إضافة إلى إنشاء شبكة سينمائية محلية، وإقليمية ودولية من الشباب لتبادل التجارب والخبرات.
الافتتاح .. تحية للأسرى
ويشدد يوسف الشايب مدير المهرجان، على أن اختيار فيلم “طباشير ملونة من عسقلان” للمخرجة اللبنانية ليلى حطيط كفيلم لافتتاح المهرجان، وما يرافقه من معرض في بهو قصر رام الله الثقافي، يأتي من باب التشديد على كون قضية الأسرى والانتهاكات التي يتعرضون لها هي قضية إنسانية بامتياز، ويجب أن تعالج في هذا الإطار، وأن تعطى الاهتمام الذي يتناسب وتضحيات الأسرى الذين يدفعون أعمارهم فداء لفلسطين، وهي بالتالي “تحية متواضعة” من مهرجان إنسان السينمائي وإدارته لجميع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
تستند ليلى حطيط في “طباشير ملونة من عسقلان ” وهو فيلم وثائقي درامي إلى تجربة الفنان الفلسطيني زهدي العدوي المروعة، الذي كان مسجونا في سجون الاحتلال الاسرائيلي مذ كان في الخامسة عشرة من عمره الى ان أصبح عمره 30 عاما وبمخيلته الواسعة استطاع ان يتجاوز ظلمة السجن والجدران فأبدع رسومات رسمها على قصاصات من وسادته، بمساعدة زملائه في السجن ومساندة اسرهم الذين ابتكروا طرقا لتهريب مجموعة من الالوان الى داخل السجن وتهريب اعماله (رسوماته) الى خارج السجن، حيث وجدت طريقها الى العالم الخارجي.
البحث عن رجل السكر
ويعرض المهرجان فيلم “البحث عن رجل السكر”، الفائز بجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي للعام الأخير، وجوائز دولية وعربية عدة .. ويحكي المخرج السويدي من أصل جزائري مالك بن جلول قصة هذا الفيلم باختصار فيقول: فيلم البحث عن رجل السكر، يروي قصة رجل لم يكن يعرف أنه كان مشهورا.. إنه هذا الرجل. .منذ ثلاثين عاماً أصدر ألبوما خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي .. كان عملاّ جميلاً، إلاّ أنه لم يتمكن من بيع أي نسخة في أميركا.. قام بتجربة أخرى، وأصدر ألبوماً جديداً، وكانت النتيجة نفسها، لا شيء تماماً وبعدها، وكما تعلمون، ماذا يفعل؟ قرر التوقف نهائياً عن الموسيقى، وبدأ العمل في البناء، ولم يكن يعلم أنّ ألبوماته حققت نجاحاً في جنوب أفريقيا.. إنه أصبح أكثر شهرة من فرقة رولينج ستونز.. لقد كان الأسطوانة البلاتينية لمدة عشر سنوات حيث حقق مبيعات ضخمة وأصبح أحد أكثر الفنانين شهرة من أي وقت مضى، إلاّ أنه لم يكن على علم بكلّ هذا.
فرق 7 ساعات
أما الفيلم الأردني، فيلم “فرق 7 ساعات” أو “7 ساعات فرق” للمخرجة ديما عمرو، قصة داليا، وهي شابة أردنية تدرس الهندسة المعمارية في الولايات المتحدة الأميركية، تعود خلال العطلة إلى عمّان لحضور حفل زفاف شقيقتها، لتفاجأ بصديقها جيسون وقد قدم لزيارتها في عمّان والتقدم لخطبتها من أهلها، فتقع داليا في ورطة من أن يكتشف أهلها حقيقة علاقتها بجيسون خلال فترة الدراسة .. والفيلم حاز على جائزة أفضل فيلم روائي عالمي في مهرجان مانهاتن للأفلام العام 2012.
ومولت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام من جانبها الفيلم، وتم عرضه للمرة الأولى في مهرجان دبي السينمائي الدولي في العام 2011، حيث فاز رسميا بجائزة “المهر العربي” للأفلام الروائية الطويلة.
“انغلش فنغلش”
أما الفيلم الهندي “انغلش فنغلش”، وحاز عديد الجوائز العالمية، ويمثل عودة نجمة بوليوود الكبيرة سريديفي، فهو يعالج قضية تحدي النساء للظروف المجتمعية المحيطة بهن، من خلال حكاية “شاشي” التي لا تجيد الإنكليزية، ولا تشعر بأمان مجتمعي خاصة في محيطها الأسرى، مصوراً رحلة مؤثرة ترصد تحولات “شاشي”، بأسلوب ينطبق عليه عبارة “السهل الممتنع”، في سعيها الدؤوب لتعزيز ثقتها بنفسها كإنسان أولاً، وكامرأة ثانياً، ولتزيد من شعورها بالأمان.
شرطي على الهامش
في العديد من الأفلام الفلسطينية، لا بد من الإشارة الى غطرسة الاحتلال .. هذا ما كرسه المخرج الفلسطيني ليث الجنيدي في فيلمه “شرطي على الهامش” من داخل مدينة الخليل القديمة، في حالة فلسطينية متناقضة، حيث يكرس لوضع مؤلم لطالما عاشه الشعب الفلسطيني جراء العنجهية والعنصرية الإسرائيلية.
وتدور أحداث الفيلم حول شرطي فلسطيني من الخليل يؤدي دور الأب والملازم في آن واحد، يقع في تناقضات كبير بواجباته كشرطي يوفر الأمن العام وبين أب لتسعة أطفال، بحيث يعبر الجنيدي في فيلم عبر هذه الشخصية عن عمق مأساة الوضع الفلسطيني.
ويقدم الفيلم حالة نادرة عن رجل يحاول إعطاء ما يفتقر إليه ويبذل جهده ليتمكن من عيش حياة طبيعية مع عائلته والتعامل مع الضغوط اليومية في مدينة الخليل، حيث يتشارك طيلة الوقت مع عدوّه الذي يحتل باحة وجدران منزله .. تلك الجدران التي تشكل سبب ضعفه داخل المنزل، في حين أنه خارج المنزل يتمثَّل القانون بشخصه المُهيب.
شخصية الفيلم حملت اسم (ابو السعيد) الذي يجسده نضال عواوي كان محبا لجميع جيرانه، والسوق الذي يصل الليل بالنهار لحمايته من اللصوص والمعتدين، ورغم ذلك يعتدى على منزله من جنود في جيش الاحتلال، بل ويحرق كل ما فيه عندما كان يبحث عن فتاة جارتهم التي تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما بتهمة إلقاء الحجارة على الجنود.
وقال مخرج الفيلم ليث الجنيدي انه يسعى من خلال تكريس حالة تقسيم مدينة الخليل إلى جزأين لافتاً ان الضابط (أبو السعيد) لا يستطيع ان يحمي منزله رغم حمايته الناس.
واضاف الجنيدي في تصريحات صحافي، انه واجهة صعوبة في تصوير مشاهد الفيلم، مشيرا الى ان سلطات الاحتلال تسعى لمنع كشف حقيقتهم في السينما مهما كلفهم الثمن خاصة ان الفيلم هذا الذي انتج مؤخرا عرض في عدة دول، ولا يزال، وحقق العديد من الجوائز الدولية.
مملكة النمل
ويعرض المهرجان في اختتام فعاليات، وبالتحديد في العشرين من الشهر الجاري، فيلم “مملكة النمل” للمخرج العربي التونسي الشهير شوقي الماجري، عن نص الأردني الفلسطيني خالد الطريفي، وبطولة النجوم صبا مبارك ومنذر رياحنة وجولييت عواد وجميل عواد، ونخبة من الفنانين الأردنيين والتونسيين.
ويدور الفيلم حول القضية الفلسطينية ويحتفي بالمقاومة، وهو الفيلم الذي بقي معطلا لسنوات في ظل رفض الماجري تمويله من جهات خارجية وعدم تحمس أي منتج عربي له.
وقال الماجري في تصريحات له، إن إنجاز الفيلم استغرق مدة اقتربت من ثماني سنوات، نظرا لإحجام معظم المنتجين العرب عن تمويل فيلم تدور أحداثه بالكامل في مدن فلسطينية ويظهر معاناة عدد من الأسر الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي. 
ويعرض الفيلم، الذي كتبه الماجري بتعاون مع خالد الطريفي، لأول مرة في فلسطين من خلال مهرجان إنسان السينمائي 2013، بعد أن سبق عرضه في مصر والأردن ولبنان، وشارك أيضا في أيام قرطاج السينمائية بتونس.
واشتهر الماجري عربيا بإخراجه عددا كبيرا من الأعمال التلفزيونية الشهيرة، بينها “الاجتياح” الحائز على جائزة “إيمي” العالمية و”هدوء نسبي” و”الأمين والمأمون” و”أسمهان” و”الأرواح المهاجرة” وغيرها، في حين يعد إنجازه السينمائي أقل شهرة.
وقال الماجري إن الفيلم، الذي أنتجه التونسي نجيب عياد، جرى تصوير مشاهده الخارجية بالكامل في سورية، في وقت جرى تصوير مشاهده الداخلية وعدد كبير منها يدور داخل كهوف جبلية في تونس، مشيرا إلى أن طبيعة تصوير العمل كانت صعبة للغاية.
ويصنع الفيلم جماليات خاصة، كما يحمل تحديات الفلسطينيين ورهانهم على استمرار المقاومة، رغم القصف وهدم المنازل والجدار العازل الذي أقامه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريئيل شارون.
وتدور أحداث الفيلم في إطار واقعي يمتزج بالفانتازيا واسترجاع وقائع تاريخية حول الزوجين الشابين جليلة (صبا مبارك) وطارق (منذر رياحنة) اللذين يعانيان من قمع المحتل الإسرائيلي على مدار 12 عاما بسبب انخراطهما في صفوف المقاومة، حيث يتعرض كلاهما للسجن والتعذيب، كما يستشهد ابنهما الذي لم يتجاوز الحادية عشرة برصاصة مباشرة ردا على إلقائه الحجارة على مدرعات إسرائيلية في مدينة القدس.
وبينما يقدم الفيلم الكثير من المشاهد التي تصور اشتباكات مباشرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المشاهد الرومانسية التي تدور في كهوف جبلية واسعة وممتدة تحت الأراضي الفلسطينية تظل أبرز ما يميزه عن غيره من الأفلام التي تناولت القضية ذاتها.
ولا يميل الفيلم إلى اعتماد لغة الشعارات والصراخ والندب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بقدر ما يسرد بهدوء قصة الحب تلك بين جليلة وطارق، ويشير بالمقابل إلى أن القوة تخلق قوة مضادة وفنونا من المقاومة بالحيلة أو المواجهة.
من جهته قال الماجري إن ما دفعه لتنفيذ الفيلم هو إيمانه بالقضية الفلسطينية وبمعاناة شعبها وضرورة نقل صورة حقيقية للعالم ببشاعة ما يرتكبه الاحتلال من أعمال غير إنسانية ليس فقط في قتل الأبرياء وإنما قتل الحيوان وحرق الطبيعة وقصف المقابر وغيرها من الأمثلة، لافتا إلى أن الفيلم كان يحمل بين طياته العديد من المعاني المجازية المفتوحة، في حين عبر المنتج نجيب عياد، وفي تصريحات لـ”أيام الثقافة” عن سعادته بعرض الفيلم في فلسطين، وأنه متشوق لمتابعة ردود فعل الفلسطينيين على الفيلم، الذي يحكي حكايتهم.
ويشدد كل من الديك والشايب على إيمانهم بأهمية السينما كوسيلة فريدة من نوعها لأنها قادرة على تخطي الأمية، وبالتالي يمكن مشاهدتها واستيعابها من قبل الجميع، بغض النظر عن السن أو مستوى التعليم. كما تساعد السينما على الحفاظ على الذاكرة الجماعية للشعب لأنها تعزز الوحدة والهوية الوطنية على مستوى المجتمع المحلي، فعلى مر التاريخ، لعبت السينما الفلسطينية دوراً هاماً في النضال الفلسطيني كأداة للتمثيل الذاتي والتواصل، ولهذا السبب، يهدف المهرجان والقائمون عليه إلى إعادة إلهام وزيادة قيمة هذا التقليد الثقافي وإحياء عادة مشاهدة السينما.
___________
*(الأيام)

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *