جورج أورويل يعود بصيغة بريسم، الأخ الأكبر الذي يراقبنا!


*

تتحدث رواية 1984 عن مجتمع تصبح الحرية فيه أمراً غير قابل للتحقيق: فكيف نتصرف إزاء التهديد الجديد.

إن فضيحة مراقبة Nasa عبر برنامجها بريسم، تعتبر أمراً الى جانب الروائي جورج اوريل وخاصة فيما يخص روايته الشهيرة، 1984، التي طبعت للمرة الأولى عام 1949، ومبيعات الطبعة المئوية قد ارتفعت بنسبة 7000% على شبكة أمازون، ولاتزال النسبة في ارتفاع.
وهي لن تنافس رواية كارولاين بارنيت (السير على الماء) أو (تقدم بايمان) أو (دع الله يخلق المعجزات عبر حياتك).
وبالتأكيد فان الناس يجدون تشابهاً ما بين الحكومة الامريكية في رغبتها على التلصص لرسائل الانترنت او المكالمات الهاتفية مع الصورة او الرؤيا التي قدمها أورويل في روايته، (الأخ الأكبر).
(الاورويلية) هي كلمة على شفة كل إنسان، (ان السؤال هو، ما هي الحرية، وماذا تعني في الولايات المتحدة الامريكية؟)، وقد تساءل السيناتور بيرني سانديرز في مقابلة تلفازية هذا الأسبوع: (ماذا يعني دستورنا؟ أي نوع من البلدان نريد أن نكون؟ إن الأطفال سيكبرون وهم يعلمون ان كل ما سيفعلونه يسجّل في ملف ما، وهذا يضفي مسحة اورويلية على حياتنا).
إن أوريل والأخ الكبير، معنا دائماً، ويقول د.ج.تيلر، الذي كتب سيرة حياة اوريل عام 2003 يكتب: (إن أراد احد ما ان يكتب اسماء ثلاثة كتاب في إنكلترا، كان لهم تأثير كبير على الاتصالات بالنسبة للناس عامة وعن الكتب أو الأدب، فانهم سيكونون: شكسبير، ديكينز وأورويل).
كانت الولايات المتحدة الامريكية مهتمة بأورويل باستمرار: الأحرار بسبب تحذيره من قوة الدولة اما المحافظون فبسبب ان الرواية أعطتهم عصا لضرب الشيوعية، وكان تأثيره قد امتد ايضاً الى خارج الدول التي تتحدث الإنكليزية، وقد طبع من كل من، (1984) و(مزرعة الحيوان) عام1945 وتم توزيعه في الاتحاد السوفيتي، ولايزال البولنديون يقرأون الروايتين، وكذلك الصينيون، فأورويل له ما يقول لكل من يعاني من الديكتاتورية.
وعلى أي حال، فان القراء الذين يعودون الى رواية (1984)، بسبب الأخطار الناجمة عن التكنولوجيا، سيكونون على خطأ فان مشاهدة شاشة التلفزيون في زاوية غرفة، هو أمر رائع، ولكنه ايضاً يتيح للدولة ان تسيطر على المشاهد، ان الأخ الأكبر لا يريد شيئاً غير السيطرة على اللغة والفكر.
ففي (1984) يعرّف البطل وهو وينستون سمث التمرد بكتابة اليوميات، ومحاولة تسجيل الأفكار والمشاعر بدقة.
إن فكرة سيطرة الحكومة على عقول الناس، أفزعت أورويل، وكان يصف الكاتب بكونه فرداً حراً يبحث عن الحقيقة.
وقد عبّر أورويل عن مخاوفه في مقالة كتبها عام 19460(منع الأدب)، حيث كتب (ان المرء في عصرنا الحالي، يجد حرية المثقف واقعة تحت سيطرة وهجوم طرفين، الأول الأعداء النظريين، الذين يدافعون عن الديكتاتورية، والثاني عدو عملي، البيروقراطية والاحتكار، وكل شيء يتآمر لجعل الكاتب، او أي فنان آخر، مجرد موظف صغير، يؤدي أعمالا تسند اليه من فوق، دون ان يقال ما يبدو حقيقة بالنسبة اليه).
إن المرء، حسب نظرية أورويل، لن يخشى التكنولوجيا فحسب بل ردّ فعلنا عليها، وهل نحن في حاجة الى رقابة أكبر من الوكالات الأمنية؟ وهل نحاسب حكومتنا! وما دام وينستون سمث يكتب يومياته، فان الآخر الأكبر لن يربح.
____________
*عن: الاوبزرفر

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *