كــالبحر مُدجَّجا بالمـاءِ…


*محمد شاكر

(ثقافات)

بابُ المرايا
—-
في عتـْمة ليل ٍ بَهيم 
لبياض ٍغابَ مَع الشمْس 
على سرير طِفل
وبضْع زهراتْ
تخلِطُ إكسيرَ الكلماتْ
بماءِ الرغباتْ
في قدَح الحياةِ الفارغ إلا ….
من ثـُمالة ِالذاتْ
وصدى’ الأوْجاع ِ المُقيم في المَلذاتْ.
ها أنْت َ تـُشهر فـُرشاةَ الحُلم ِ
بوجْه الأسْوارِ
والبَشاعاتْ
تـَدْرُجُ السُّلَّمَ العُمريَ الوَحيدَ
في زحمة المَصاعد ِ
والشُّرفاتْ…
حيثُ الصُّعودُ
والهُـبــــــوطُ
أخطـبــــــوطُ
يلوِّنُ بَحرَ الغواياتْ.
حذَّرتكَ الفراشةُ مِن دَوْرية الألوان ِ
منذ طفولة ٍ
سادرة ر في أخْضر الغاباتْ
والرِّيحُ التي عاركتْ 
صفوَ اللحظاتْ 
أشارتْ إلى غيْم ِالمُلصَقات ِ..
عارضاً يُمطِرنا
بتلوُّث ِ الأحْلام ِ.
بابُ المكابدة
———-
..وتهشُّ عن خاطركَ الآنَ، ذبابَ الوساويس ِ
وغبارَ المتاريس ِ
وغدرَ الشُّروخ ِ
لبقعة ٍ بيضاءَ في الرُّوح ِ
تكسو عوْرةَ الكلام ِ
وسُلَّم يكبوُ
بينَ غَوْث ٍ، وزحام ٍ.
في مَسْعى’ الأمام ِ.
كيفَ تمْحو دُجنَةَ َ الكدَمات ِبلوْن ِ النـَّشيدِ…؟
وترْفو شُحُوبَ السَّوْسَناتِ 
بهذا العِناد المَديد ِ….؟ِ
من أوَّل ِ الليْـــل ِ
إلى عُزْلة ِالـظِّـلّ ِِ
وصَمت ِ الفـَلواتْ..؟ 
بابُ الإحتمال
———–
كالبحْر ، مُدجَّجا بالماء ِ
صَوْبَ فُسحَته الزَّرقاء ِ
تتطهَّرُ بالحَركات
مِن زبَد العُمر ِ
كالبحْر ..كنْ، في انْسيابِ الحَياة ِ
شفيفَ الغوْر ِ
تـُكلِّمُ مَوْتى’ الأسْماك ِ
في انْحِسار الغـَمْرِ
لا تخشى’ رمْل الصَّبوات ِ.
كالبحْر….
توغَّلْ في سراديبكَ السُّفلى’
كي يَطفحَ موجُ الكِبرياء ِ
بأثباج ِانْعتاق ٍ
يُعلي بَرزَخَ الأحْوال ِ
كالبْحر ِ…
سَرِّبْ روائحَ اشْتعالي
في عـَتـْمة ِ هذا الليل الطَّويلِ.
لعلي أصطلي بها
في حَضرة الغيابِ..المُرابط ِ
في الصَّلوات ِ.
_________
* شاعر من المغرب 

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *