عشرون مشروعا عربيا واجنبيا تتنافس على جائزة الآغا خان للعمارة 2013



د. وليد احمد السيد


مع إعلان لجنة التحكيم العليا لجائزة الآغا خان للعمارة القائمة القصيرة للمشاريع المرشحة للحصول على الجائزة في دورتها الحالية لعام 2013، ينفتح الباب مجددا لمراجعة وتأمل هذه المشاريع في إطار أهداف الجائزة والمحتوى الفكري الذي تشير له دلالات هذا الترشيح والفوز المحتمل لخمسة أو ستة مشاريع منها. 
فقد درجت العادة منذ انطلاق الجائزة قبل حوالى خمسة وثلاثين عاما أن تتقدم مجموعة كبيرة من المشاريع التي تعنى بتطوير وتنظيم وتحسين الواقع الحسي والفكري الفلسفي للبيئة المبنية في العالم الإسلامي وبدعم مباشر من سمو الآغاخان، حيث يرى أن هذه الرعاية من مؤسسة الآغاخان واجب شرعي إسلامي على الأفراد والجهات القادرة للنهوض بواقع العالم الإسلامي وتحسينه وتطويره. وانطلاقا من هذه الرؤية الخيّرة، فقد ترجم ذلك لواقع عملي شهدته مناطق متباينة ومتباعدة على امتداد الرقعة الجغرافية للعالم العربي والإسلامي. وعلى مدى ما يقارب الأربعة عقود فقد فاز بالجائزة التي تمنح في دورات ثلاثية مجموعات كبيرة من المعماريين والمخططين والجهات التي تعنى بتطوير البيئة المبنية والعمرانية وشؤون التصميم الحضري والحفاظ المعماري والإسكان وتطوير البنية التحتية، فضلا عن تخصيص جوائز لرموز معمارية، كجائزة الرئيس، التي فاز بها المعماري المصري الراحل ‘حسن فتحي’ والمعماري العراقي ‘رفعت جادرجي’ ومؤخرا في دورة عام 2010 فاز بها الأكاديمي والمنظّر الأمريكي ‘اولغ غرابار’ قبل رحيله بأشهر.
وفضلا عن قيام مؤسسة الجائزة من خلال مديرها السيد فروخ درخشاني، والقائمين على متابعة ورعاية الجائزة على مدار العام والدورة الثلاثية، فهناك مجموعات من الباحثين والأكاديميين المتعاونين مع هذه المؤسسة للتنسيق والتقييم الفكري وعلى المواقع المختلفة في أرجاء عالم عربي وإسلامي متقلب سياسيا، وفي أوضاع ربما تتسم بقلة الأمن أحيانا وبخاصة في مناطق النزاع. ومع توجه الجائزة مؤخرا لمنح التقدير لمشاريع ذات قيمة اعتبارية ومعنوية، فقد فتح ذلك الباب أمام أنماط جديدة من المشاريع المتواضعة شكلا والغنية مضمونا، في محتوى جغرافي متنوع ومتغير ومتفاوت من حيث القالب السياسي والإجتماعي والعسكري والأمني والوظيفي. وقد تأسست جائزة الآغا خان للعمارة 1977، بهدف تحديد وتشجيع مفاهيم البناء التي تعالج بنجاح حاجات وتطلّعات المجتمعات التي يكون للمسلمين حضور مهم فيها. وتركز الجائزة على نماذج من التميز المعماري في مجالات التصميم المعاصر، والإسكان الاجتماعي، وتحسين وتنمية المجتمعات، والحفاظ على المواقع التاريخية، والحفاظ على المنطقة وإعادة استخدامها، بالإضافة إلى تصميم المناظر الطبيعية وتحسين البيئة. وتدير جائزة الآغا خان للعمارة لجنة توجيهية محمد الأسد، مؤسس ورئيس، مركز دراسات البيئة المبنية، عمان، الأردن، وهومي ك. بابا، مدير مركز الدراسات الإنسانية، جامعة هارفارد، الولايات المتحدة الأمريكية، ونورمان فوستر، مؤسس ورئيس، فوستر وشركاه، لندن، المملكة المتحدة، وعمر عبد العزيز حلاج، معماري، دمشق، سورية، وغلن لوري، مدير متحف الفن الحديث، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، وراهول مهروترا، مدير، معماريو ار.ام.آ.، مومباي الهند، ومحسن مصطفوي، عميد كلية الدراسات العليا للتصميم، جامعة هارفارد، الولايات المتحدة الأمريكية، وفرشيد موسوي، مؤسس، شركة فرشيد موسوي للعمارة، لندن، المملكة المتحدة، وهان تومرتكين، مدير، معمارلارتساريم دانيشمانليك المحدودة، اسطنبول، تركيا، والسيد فرّخ درخشاني، مدير الجائزة.
ويتم اختيار المشاريع الفائزة بالجائزة من قبل لجنة تحكيم مستقلة يتم تعيينها من قبل اللجنة التوجيهية للجائزة لكل دورة كل ثلاث سنوات. تاليا أسماء الأعضاء التسعة للجنة تحكيم جائزة الآغا خان عن دورة 2010 2013: السيد دايفيد اجايي، المسؤول عن اجايي وشركاه، لندن، المملكة المتحدة، والدكتورة هويدا الحارثي، بروفسور، شعبة الهندسة المعمارية والتصميم، الجامعة الأمريكية في بيروت، لبنان، والسيد مشل ديفيني، مهندس معماري متخصص في المناظر، والمؤسس لوكالة ميشل ديفيني، باريس، فرنساو والبروفسور محمود معمداني، بروفسور ومدير تنفيذي، معهد ماكيريري للأبحاث الاجتماعية، وانديجيا، أوغندة، والسيد كامل ميريكان، المصمم المسؤول ورئيس مجلس الإدارة، مجموعة الشراكة في التصميم، كوالا لامبور، ماليزيا، والبروفسور توشيكو موري، المسؤول عن توشيكو موري للعمارة، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، والآنسة شازيه سكاندر، فنانة، مدينة نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، والسيد مراد تابانليوغلو، معماري، ومؤسس تابانليوغلو للمعماريين، اسطنبول، تركيا، والسيد وانغ شو، معماري ومؤسس ستوديو أماتيور للعمارة، هانزو، الصين. ويمكن الاطلاع على السيرة الذاتية لأعضاء لجنة التحكيم العليا من خلال الرابط التالي: http://www.akdn.org/architecture/jury.asp
ومن اللافت أنه في هذه الدورة الأخيرة تراوحت قائمة المشاريع العشرين المرشحة للحصول على الجائزة، التي تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي، بين المجمعات والأبنية السكنية الحديثة الشاهقة، إلى تقنيات إعادة إحياء الأبنية التاريخية، والجسور. وتقع المشاريع التي تم ترشيحها للقائمة القصيرة في أفغانستان، والنمسا، والصين، والهند، وأندونيسيا، وإيران، ولبنان، وماليزيا، والمغرب، وفلسطين، وراوندا، وجنوب أفريقيا، وسريلانكا، والسودان، وسورية، واليمن. وتختلف جائزة الآغا خان للعمارة من حيث توجهها واهتماماتها عن الكثير من جوائز العمارة في العالم، فهي تختار المشاريع التي لا تبرز قدراً كبيراً من التميز في العمارة فحسب، بل وتعمل على تحسين نوعية الحياة بشكل عام. وتتراوح هذه المشاريع من المدارس المبنية من الطين المبتكر وأخشاب البامبو، إلى الأبنية الحديثة الشاهقة التي تعكس قمة الإبتكار المعماري والصديقة للبيئة. منذ انطلاق الجائزة قبل 36 عاما، حصل أكثر من 100 مشروع على جائزة الآغا خان للعمارة، بينما تم توثيق أكثر من 7500 مشروع معماري آخر.
وقد تضمنت القائمة القصيرة مجموعة من المدارس في أفغانستان ورواندا وسوريا. ومقبرة اسلامية في النمسا، ومتحفا للحرف اليدوية الورقية في الصين. كما تضمن العديد من مشاريع إعادة التأهيل وشمل قلعة في راجستان الهند، وإعادة تأهيل سوق في ايران، وإعادة تأهيل منازل كيريندا بعد كارثة تسونامي في تيساماهاراما، سريلانكا. وفي مجالات الترميم والحفاظ المعماري ترشح حصن باليمن، ومشروع المحافظة على الواحات المقدسة في المغرب، وإعادة إحياء المركز التاريخي لبيرزيت في فلسطين، ومشروع إعادة بناء مخيم نهر البارد للاجئين في لبنان. وقرية واي ريبو، جزيرة فلورس، اندونيسيا، والشقة رقم 1، محلات، ايران. وجسر الحسن الثاني، الرباط، المغرب، وأكاديمية لكرة القدم في المغرب، ومركز للترجمة في جنوب أفريقيا، ومستشفيات في السودان، ومعهد للأفلام والرسوم المتحركة، وعمارة في تايلند.
وبمعرض نوعية المشاريع المرشحة للفوز والتي تم إدراجها في القائمة القصيرة فقد اختارت لجنة التحكيم العليا، التي تضم عدداً من أبرز المعماريين، نماذج مثيرة في هذا الدورة تعكس، بشكل أو بآخر، قضية مركزية بالنسبة للجائزة، وهي تأثير الأبنية والفضاءات العامة على نوعية الحياة. ورغم أن هذا يبدو التيار السائد، إلا أن جائزة الآغا خان للعمارة بدأت تتحدث حول موضوعي ‘العامل البشري’ و’الاستدامة’ منذ تأسيسها في عام 1977.’ وتقوم حاليا مجموعة مختارة من المعماريين، والمخططين الحضريين، والمهندسين بإجراء مراجعة فنية لمشاريع القائمة القصيرة المرشحة للجائزة. وسوف يتم تقديم نتائج المراجعات، التي تؤكد على تأثير هذه المشاريع على نوعية الحياة وتميزها المعماري، في حزيران/ يونيو من هذا العام للجنة التحكيم العليا، لإجراء المزيد من التقييم الدقيق. وبعد ذلك سوف يتم اختيار خمسة او ستة مشاريع نهائية للفوز بالجائزة، والإعلان عنها في حفل سيقام في أيلول/ سبتمبر من هذا العام 2013. وتتوفر صور مشاريع القائمة القصيرة على الرابط: www.akdn.org/architecture/ كما يمكن مشاهدة الأفلام الخاصة بالمشاريع العشرين المرشحة للجائزة وكذلك الإعلان عن المشاريع المرشحة من خلال خدمات European Broadcasting Unions World Feed and World Line
من اللافت أن هناك الكثير من المشاريع المهمة التي تنتظر التقدير الذي تستحقه في إطار جهود فردية ومؤسسية وحكومية في مجال الحفاظ على التراث العمراني المبني والمعنوي، وهذه تأتي في إطار ترميم وتوثيق وإعادة تأهيل البنية التحتية الثقافية والإجتماعية للموروث العمراني وفي أطر تنمية سياحية وبيئية. لكن مثل هذه المشاريع تحتاج لأن يتم الوعي بها من قبل مؤسسات الحفاظ العالمية وأن تقع تحت وعي مؤسسة الآغاخان بما يعنيه الحصول على مثل هذه الجائزة العالمية الرفيعة من دعم وتقدير لجهود القائمين على هذه المشروعات المهمة، وفي هذا الإطار تأتي جهود وزارة التراث والثقافة العمانية في توثيق وتطوير وتسجيل وترميم الحارات التقليدية في سلطنة عمان، وهي مشروعات تستحق ان ترشح للجائزة في دورات قادمة.
قائمة المشاريع المرشحة:
مدرسة ماريا غرازيا كوتولي الابتدائية، حيرات، أفغانستان
المقبرة الاسلامية، التاش، النمسا
متحف غاوليغونغ للأعمال اليدوية الورقية، جبل غاوليغونغ، الصين
إعادة تأهيل حصن ناغار، ناغار، راجستان، الهند
أعمال الحفاظ على مبارو نيانغ، قرية واي ريبو، جزيرة فلورس، اندونيسيا
الشقة رقم 1، محلات، ايران
إعادة تأهيل سوق تبريز، تبريز، ايران
إعادة بناء مخيم نهر البارد للاجئين، طرابلس، لبنان
جسر الحسن الثاني، الرباط، المغرب
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، سلا، المغرب
أعمال الحفاظ على مجموعة من الواحات في اقليم كلميم، اقليم كلميم، المغرب
إعادة إحياء المركز التاريخي لبيرزيت، بيرزيت، فلسطين 
مدرسة اوموبانو الابتدائية، كيغالي، راوندا
مركز مابونغوبوي للترجمة، ليمبوبو، جنوب أفريقيا
إعادة تأهيل المنازل في كيريندا بعد كارثة تسونامي، كيريندا، سريلانكا
مركز السلام لجراحة القلب، الخرطوم، السودان
مدرسة شارل ديغول الفرنسية، دمشق، سورية
معهد كانتانا للأفلام والرسوم المتحركة، ناخون براتوم، تايلند
برج The Met، بانكوك، تايلند
إعادة ترميم حصن ثلاء، ثلاء، اليمن
* القدس العربي

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *