أسوِّي وترا مَقطوعَ الشِّريان ِ …


* محمد شاكر

(ثقافات)

يا لغة كمْ رأبتْ مِن كـُسور في انـْجرافِ المآلِ ِ
مِن شاهِق ِحُلم ٍ
وباسق ِ السّؤال ِ
إلى حَضيض ِ جهْل ٍ
شلَّ لساني
في قرِّ الأحْوال ِ.
ابْعثيني جَميلا…. 
مِن طين الكلام ِ، 
سَويًّا…
أمْشي إلى فراديس بَوْحي
بفرحة طفل غرير
لا يُعكـِّر صَفـْو المَعنى’
لا يَنسى’ ما تهجَّى’
مِن لثـغ ِ الحنين .
لا يَطعَمُ من فاكهة الظلال ِ
كما في خطيئتهِ البِكر ِ.
شفيفا ً .. 
يتمرْأى’ على شُرفات الرُّوح ِ
بكل جَلال ِالأصباحِ
وله في بساتينك الخضراءَ
ما تشتهي الرُّوحُ
من حُور الأماني التي
عزَّتْ في صباهُ البعيـدِ.
قد بدَّدني زبدٌ
يَجرفـُه نِسياني 
ولا يُبقي على نبْض الحنين ِ.
أضـْناني بَلجُ السِّحر
مارقا في كلّْ آن .ِ
لا يمكثُ في سماء الجَنان ِ.ِ
إلا كطيف ِ ألوان ٍ
موغل ٍ في سديم الكيان ِ .
امْسحي ببلاغة كفَّيْك ِ، على جبين والوجع ِ المُقيم في الذَّات ِ
كيْ أشفى’ مِن بـَكمي
لعلَّ لِساني 
يَعود إلى سيرتهِ الأولى’
مَوْسما فتِـياًّ…
بـِعطر الحـُبورِ.
ودفقة ِ الأسرار ِ.
اِضْربي بَعضَ ما تشرْذم مِنيِّ
ببعضي َ الرَّاسخ في الآلام ِ
لعلي أفصحُ عـَن مَكنون أحْلام ٍ
جَديرة …
بفتنة ِ المقام ِ.
قاسمِيني خبزَ فصاحة ٍ
ناوليني جُرعات ٍ
من بَلسم ِ أحْلامٍِ
كي لا أظمأ في قـفـْرِ الكلام ِ
أو يُضلـِّلني 
لغوُ الوراء ِ ، والأمام ِ…
في تيهِ صحرائي.
أريدُ أن أبقى، فيكِ، جميلا 
بأسارير ِ فم ٍ عَذب ٍ
وإيقاع ِ حَرف ٍ
يُشنِّفُ خُضرةَ الغاب ِ
ويمْشي صَداهُ 
إلى حَجر في جبل ِ انزواء ٍ
يَطفحُ بالنِّـداءِ.
أريد أن أبقى’ فيك ، دليلا
إلى مُروج ِ طويَّـة ٍ
زاخرة ٍ
بورد ِ الحُبِّ
سادرة ٍ
في نمارق ِ خِصب ٍ
تكون مُـتَّكأ ً للعاشقينَ
والبُسطاء ِ.
يا لغة ً…
طال بي التهجُّدُ تحْت شُرفتها
في ليل الكسوف ِ
وستائرُ خِدْرها لا تنزاحُ
لـِشوق ِ الكشوفِ …
سأظل قريبا مِن عتبات المعنى’
أتوسَّد قيثارتي
حتى أسوِّي وتراً
مقطوع الشِّريان ِ
وأمْسحُ عن لحني ، 
بمائك ِ،
قطرات ٍ مِن دم الإنسان ِ 
المسفوح ِ
على ورق الوقت ِ.
الرشيدية 
أبريل 2013
__________
* شاعر من المغرب

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *