يومَ كانت الشمسُ و الظلامُ أجمل


عادل سعيد*

(ثقافات) 

يا مَن كانَ السيّاب يراكِ أجمل
اتريننا مازلنا جميلين!؟
حينَ كانَ العالمُ
يفِرُّ مِن سطوتكِ
إلى الشواطئ و المُنتجعات
سعيدةً كنتِ يا شمسُ
تسلخينَ جلودنا
ثمّ تغطسينَ في دجلةَ
كي تطفئي قلبكَ المُتّقد
وتنامي في بردهِا الحَنون
***
و أنتَ يا هذا الأسود الكثيف
أخي الظلام
أتذكرُ يوم كنتَ أجمل
أ كنتَ جميلاً في بلادي!؟
أتذكرُ يومَ كنت تحتضنُ العراقَ
مبترِداً كُنتَ تطوفُ العالمَ
مُشرّداً تجلدُكَ اضواءُ المُدن
هلِعاً تلعقُ جراحَكَ
مثلَ كلبٍ تطاردهُ حِجارةُ الأطفالِ
في حارةٍ فقيرة
تنوءُ بنجومكَ التي تقذفُها نحوَ أقرب سماءٍ
و تعِباً تُرخي جناحيكَ كي تحتضنَ العراقَ
فتنامُ دافئاً سعيدا
***
أرجوكِ كُفي عن زيارتنا ياشمسُ
اشكُّ انّكِ تلكَ التي
كانت أجمل
***
وأنتَ تخنقُنا
حين تحشرُنا تحتَ معطفكَ الثقيل
لستَ الظلامَ الذي كانَ أجمل
***
هل كنا نحنُ الجميلين
تحتَ الشمس
و تحتَ الظلام!؟
***
شمسٌ
و ظلامٌ
و عراقٌ
و نحنُ
……….
مَن فينا
ما عادَ …… جميلا!!؟؟
*شاعر من العراق مقيم في النرويج

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *