الوثائق المجهولة للشاعر المشاكس “عرار” ..!


مفلح العدوان *
 كانت رحلة مهمة وشيقة وتحمل الكثير من الدهشة قضيناها على صفحات «بوح القرى»، في رحاب «وثائق مصطفى وهبي التل (عرار)» على مدار حلقات خلال الأسابيع الماضية، وها هي الحلقة الأخيرة من قراءة هذه الوثائق التي حاولنا إشهارها، على هذا المنبر، كتقدمة عرفان، وتقدير، واجلال، لعرار أولا، صاحب الوثائق، وكذلك للأستاذ الدكتور زياد صالح الزعبي/ مدير «كرسي عرار» في جامعة اليرموك، والدكتور أسامة حسن عايش، على هذا الجهد الجاد، والنوعي، في قراءة، ودراسة، وتصنيف، وفهرسة، وأرشفة هذه الوثائق لتخرج بهذا الشكل المميز، والدقيق، وبما يليق بقامة بحجم عرار.

مسؤولية وطنية

وقبل البدء في قراءة ما تيسر مما تبقى من وثائق المجلد، ننتهزها فرصة للتذكير بضرورة دعم هذا المشروع، النوعي، والمهم، خاصة وأن ما تبقى من مجموعة الوثائق الخاصة بمصطفى وهبي التل (عرار) ستصدر في سلسلة مجلدات مرتبة وفق منهج يناسب محتواها. وإذا كانت جامعة اليرموك قامت مشكورة بتأسيس كرسي عرار وتبني هذا المشروع، مع تعاون مشكور من ذوي الراحل الكبير مصطفى وهبي التل ممثلين بالدكتور طارق مريود التل، فإن هذا يضع المؤسسات الوطنية، والشخصيات الاعتبارية الاردنية، أمام مسؤولية معنوية ومادية في دعم هذا المشروع، ليكتمل تحققه، ببقية أجزائه ومجلداته وما يتبعها من دراسات وأبحاث مرتبطة به.

قنصلية إمارة شرق الأردن

سنهيّء في هذا الجزء من قراءة «وثائق مصطفى وهبي التل (عرار)»، المقام لاستعراض بعض من المراسلات والأوراق الخاصة بالجزء الثاني من مجلد الوثائق، والذي يضم «وثائق قنصلية إمارة شرق الأردن في بغداد ما بين عامي 1942-»1943، وهي الأوراق الخاصة بالقنصل الأردني في المملكة العراقية الهاشمية خلف محمد التل»، حيث يحتوي هذاا لجزء على 42 وثيقة، تقع في 50 صفحة.
تبدأ وثائق قنصلية أمارة شرق الأردن/بغداد، في المجلد، من صفحة 281 حيث «وثيقة رقم 266: كتاب مكتوم موجه من قنصلية إمارة شرق الأردن الى الأمير عبد الله بن الحسين حول الإهتمام الهاشمي بالقضية العربية، 6/4/1942، وثيقة مطبوعة مخطوطة، صفحة 281»، وتنتهي بصفحة 330، حيث « وثيقة رقم 307: مذكرة مرفوعة إلى نوري السعيد، رئيس الوزراء العراقي، محتوية التصريحات القومية للأمير عبد الله بن الحسين الخاصة بالقضية الفلسطينية، دون تاريخ، وثيقة مطبوعة مخطوطة، صفحة 328-330».

أوراق خلف التل

منجم هي هذه الوثائق المرتبطة بقنصلية إمارة شرق الأردن في بغداد، رغم أنها ليست كثيرة، لكنها تعطي صورة عن واقع الحال في تلك الفترة الزمنية (1942-1943م)، ويمكن للباحثين والمتخصصين الاستفادة منها، كما أنه يمكن للقارىء العادي تشكيل تصور حول ظروف تلك الفترة، والشخصيات المسؤولة، والأوضاع الاقتصادية، والأنماط الإدارية، وطبيعة العلاقات السياسية، والخريطة الاقليمية في مرحلة تدوين تلك الوثائق. ولهذا فإننا سوف نمر في هذه العجالة من الكتابة على بعض عناوين تلك الوثائق، وفهرستها، لإعطاء فكرة عن بعض محتواها، قبل أن نستل منها عدة نماذج نعرضها كاملة.
نقرأ في أوراق خلف التل/ القنصل الأردني في المملكة العراقية الهاشمية، عناوين الوثائق التالية: «وثيقة رقم 269: كتاب مكتوم موجه من قنصلية إمارة شرق الأردن إلى وزارة الخارجية الأردنية يتعلق بالعلاقات الأردنية البريطانية، 31/10/1942، وثيقة مطبوعة مخطوطة، صفحة 284-285». «وثيقة رقم 271: كتاب موجه من المقر العالي/ رئاسة الديوان، إلى قنصلية إمارة شرق الأردن حول قرب صدور الإرادة الأميرية بمنح بعض الشخصيات العراقية أوسمة أردنية، 27/11/1942، وثيقة مطبوعة مخطوطة، صفحة 288». «وثيقة رقم 279: كتاب شكر شخصي من عبد القادر الجندي يشير الى طبيعة العلاقة الأردنية العراقية في بعديها الرسمي والاجتماعي، 23/2/1943، وثيقة مطبوعة، صفحة 296-297».»وثيقة رقم 281: برقية موجهة من قنصلية إمارة شرق الأردن الى وزارة الخارجية الأردنية من أجل معرفة الرؤية الهاشمية الأردنية لمستقبل العرب، 31/3/1943، وثيقة مطبوعة، صفحة 299». «وثيقة رقم 283: بلاغ الأمير عبد الله بن الحسين لأهل الشام حول الدولة السورية الكبرى، والاتحاد العربي، 3/4 (ربيع الآخر) 1362: 8/4 (نيسان) 1943، وثيقة مطبوعة، صفحة 301-302». «وثيقة رقم 288: كتاب موجه من قنصلية إمارة شرق الأردن الى هاشم خير بشأن التكاليف المالية لحفل الاستقبال الذي ستقيمه القنصلية بمناسبة عيد استقلال الإمارة الأردنية، 24/5/1943، وثيقة مطبوعة مخطوطة، صفحة 308». «وثيقة رقم 297: كتاب مكتوم موجه من قنصلية إمارة شرق الأردن الى وزارة الخارجية الأردنية بشأن هبوط جوي ألماني فوق الأراضي العراقية، 4/7/1943، وثيقة مطبوعة مخطوطة، صفحة 318».»وثيقة رقم 298: كتاب موجه من قنصلية إمارة شرق الأردن الى الأمير عبد الله بن الحسين ليشمل برعايته إحدى الشخصيات البريطانية الاستشراقية، 4/7/1943، وثيقة مطبوعة مخطوطة، صفحة 312». «وثيقة رقم 301: كتاب شكر موجه من قنصلية إمارة شرق الأردن الى الأمير عبد الله بن الحسين بشأن جهوده للإفراج عن إحدى الشخصيات الأردنية العسكرية المعتقلة، 14/7/1943، وثيقة مطبوعة، صفحة 322». «وثيقة رقم 302: كتاب ثناء وظيفي موجه الى الفريق جون باجوت كلوب، قائد الجيش العربي الأردني، 14/7/1943، وثيقة مطبوعة، صفحة 323».

المخلص توفيق أبو الهدى

«وثيقة رقم 274: كتاب تقدير شخصي موجه من توفيق أبو الهدى، رئيس الوزراء الأردني، الى خلف التل، 23/12/1942، وثيقة مخطوطة، صفحة 291»:
«عمان- 23/12/1942… عزيزي خلف بك.. عدت من فلسطين أمس فوجدت برقيتكم الرقيقة التي أرسلتموها بمناسبة عيد الأضحى فأشكركم جدا على ذلك وأتمنى لكم السعادة والهناء والنجاح في أعمالكم اني يسرني أن اعرب لكم عن تقديري اياها كثيرا عزيزي.. المخلص توفيق أبو الهدى»

المهمة الصعبة

«وثيقة رقم 290: كتاب خصوصي موجه من قنصلية إمارة شرق الأردن الى توفيق أبو الهدى حول ضرورة زيادة المخصصات المالية للوظيفة القنصلية، 30/5/1943، وثيقة مطبوعة مخطوطة، صفحة 310»:
«سيدي صاحب الفخامة توفيق باشا أبو الهدى أطال الله عمركم –عمان- أعتبر وجودي ممثلا (قنصلا) لصاحب السمو الملكي الأمير المعظم ولحكومته الرشيدة فخرا وشرفا ليس لي فحسب بل ولكافة العائلة التي أنتسب اليها، وبعد أن تشرفت بهذه الثقة فليس علي إلا أن أسعى بكل جهدي لأكون بوضع يليق بالحكومة التي أولتني شرف تمثيلها وطبيعي أن يتطلب هذا العمل نفقات ومصاريف كبيرة وخصوصا في بلد مثل بغداد بلغ بطبقاته العالية الترف والبذخ لدرجة لا يتصورها سوري أو أردني أو فلسطيني مهما ارتفعت سويته المالية، وخصوصا اذا كانت الأسعار في مثل هذا البلد ترتفع لدرجة تباع فيها حبة البرتقال بخمسين فلسا ويباع كيلو السكر بستماية فلس ورطل البندورة بليرة وكيلو المشمش الكلابي بمايتين فلس وصمونة الخبز الأبيض التي لا تتجاوز الوقية بأربعة عشر فلسا وزجاجة عصير البرتقال بخمسماية فلس، أما الملبوسات والمشروبات فنحن عنها مبعدون. وبعد أن عرضت هذه التفصيلات على فخامتكم فإذا قلت بأن حفلة الشاي التي أقيمت بمناسبة عيد الاستقلال كلفتني (130) دينارا (هذا عدا عن أشياء ثانوية بلغت قيمتها 20 دينارا). بينت هذه الأشياء ولا أقصد بها تعجيز فخامتكم بأمر خارج حدود الموازنة وانما عرضت ذلك لأقول بأن مهمتي تزداد صعوبة من الوجهة المالية الأمر الذي اضطرني لأن أعرض الحقيقة على مقام فخامتكم وصافي الراتب الذي هو عبارة عن (19) ليرة مع المخصصات (16) ليرة لا تكفي لإعاشة سائق سيارة في العراق. فأنا مهما اقتصدت في الملبس والمعيشة الداخلية لا يمكن أن أقوم بالواجب تجاه سيل الزوار الذي لا ينقطع من كافة الطبقات الراقية، فتجاه ما عرضته ارجو أن أجد من فخامتكم المساعدة الكافية التي تسهل علي مهمتي وتخفف من وضعي المالي الحرج داعيا لفخامتكم بالصحة وطول العمر سيدي. المخلص. بغداد في 30/5/1943».

المستر بيرون.. والمستشرقة البريطانية

«وثيقة رقم 295: كتاب موجه من قنصلية إمارة شرق الأردن الى السيد كركبرايد، المعتمد البريطاني في عمان، يتعلق بمقابلة إحدى الشخصيات البريطانية الاستشراقية للأمير عبد الله بن الحسين، 3/7/1943، وثيقة مطبوعة، صفحة 316».
«صديقي العزيز صاحب الدولة المستر كركبرايد المعتمد البريطاني في عمان المعظم/ أنا سعيد لأن أعود فأقدم لدولتكم مرة ثانية صديق البيت الهاشمي والعرب سعادة المستر بيرون المسافر الى شرق الأردن هو والآنسة المحترمة فريا ستارك المستشرقة والملحقة بدار السفارة البريطانية في بغداد، ليتشرفا بزيارة صاحب السمو المعظم؛ وقد عرضت سفرهما قبل أسبوع على الأعتاب السنية واعتقادي بأن الضيوف سيلاقون كل عناية وعطف واحترام من لدن سموه ودولتكم وفخامة رئيس الوزراء ومن كافة الشخصيات الكبيرة في عمان، لأن الضيوف أهل لكل اكرام ورعاية وخصوصا لما هو معروف عنهم من حبهم للعرب وعملهم لصالح العرب؛ رجائي أن تتكرموا وتقدموا فائق واحترام عائلتي للمستر كركبرايد؛ وتفضلوا يا صاحب الدولة بقبول فائق الاجلال والتقدير سيدي.. المخلص قنصل شرق الأردن في بغداد.. بغداد 3/7/1943».
الصورة : عرار إلى يسار الملك طلال
( الرأي الأردنية )
* أديب من الأردن

شاهد أيضاً

أبورياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع لإنارة الطريق

الأديب موسى أبو رياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *