هذا هو اسمي …!


قيس الدمشقي *

لم أكن أتمنى ‘مطالبتي’ بالتفسير عما وراء تغيير اسمي من ‘جمال القيسي’ إلى قيس الدمشقي؛ فقد كتبت على صفحتي على فيسبوك وتويتر كلاما واضحا صريحا حين اختلط الحب بالدم في سورية وسالت الكرامة فشرختْ وجه الياسمين، كتبت قاصدا الشام: ‘أعلن لها تنازلي المطلق عن ‘جمال’ اسمي ونسبي ‘القيسي’ لأكشف بأني قيس. المجنون، الشجاع قلباً، الرقيق دمعاً، الشفيف شعراً. ولتعرف بأني ‘الدمشقي’ المسافر في الغياب؛ شفّه ياسمين الشام فسال رفضاً وجنوناً ووعياً ونقاء..هو قيس الدمشقي ولا يحب اسماً ينادى به سواه’.
ولقد خاطبت يومها رابطة الكتاب الأردنيين لتعديل اسمي في سجلاتها ومخاطباتها وكذلك أعلمت باقي الهيئات الثقافية والإبداعية الأردنية والعربية والعالمية التي أحمل عضويتها و/أو لدي معها تواصل ورؤى وجهود وأهداف بالتغيير الجديد. ثم أرسلت مقالات جديدة باسمي الجديد إلى بعض الصحف والمواقع الالكترونية.
قمت بالطلب رسميا من الأصدقاء الناشرين ضرورة نشر اسمي الجديد على أية طبعات قادمة لإصداراتي في حال وفاتي قبل إبرام هذا التعاقد معهم خطيا، ولقد أحطتهم علما بهذا التغيير الجاد جدا والذي لم يك من باب الترف وليس مثلي في الدم يترف، فقد خجلت من كل جمال بعد قبح الطاغية وبشاعة الموقف الدولي المتواطئ، وشعرت في تلك الليلة التي آن أوان إعلاني اسمي الدمشقي فيها بأني لن أكون وفيا ولا أستحق احترامي لنفسي إن نسبت اسمي لغير حرة مظلومة يسومها العذاب عالم من سياسة ومال!
قيس في اللغة له من المعاني ما يزيد على الثلاثين ومنها الشجاع والعاشق والمشية المتبخترة وكذلك الشدة والمجاعة والصبر، وما سمي امرؤ القيس بهذا الاسم إلا بعد أن خبر القوم شدته وصبره ووفاء في روحه لا يتوافر لدى كثير من الناس.
وفي المعنى صور أخَر تتالت من وهج ذكريات القلب الرافض فرضا من أي جهة كانت على نحو يجعلني أردد مع الشام ولها وعنها: من يضمّد بهجتي اليتيمة ويرتق ثوب رجائي المثقوب ؟!وقلبي طفل يلثغ بحروف العشق، وقلبي كهل يقول الحكمة ويهدي المغمومين سبل الهيام. حيران أضيع سدى وقلبي ما عاد دليلي. يهدي سواي وأظن به الظنونا، وأرتاب ويساقط علي نيازك أرق فأقيم الليل شباك سهر وانهيارات.
قلبي غابة ران، كتيبة وساوس، دُخل أسرار وقلق خواطر. قلبي مباح ظلال محبة خالصة. قلبي موصد ومزلج ومقفل. قلبي باب مشاع، ويباب قيظ وأصداء. ما أعلمه أن رأسي مكتظ بالخطر ونفسي ملوثة ملتاثة وروحي تتهيأ للفرار مني. وما أعلمه أنني خال من نذر الخطر، ونفسي طيبة، وروحي نبيلة. ما أعتقده يقينا أنني لا أنتمي الى شيء، وفي قبضتي جمرة كبيرة لا أقدر على التحرر منها لذا :سأطفيء مصابيح صبري وأمسي البلاء النازل المقيم. سأزوج قمر رضاي بصخرة سخطي ليعم ظلامي. سأزج بعندليب حلمي في قفص يأسي وأجهز على قصيدة رجائي ومرثية ذاتي دون تأسٍ. سأحرق سفينة الزمن في بحركم الميت، ولن أعتصم بجبل نجاة بل سألوذ بصوتي الصارخ على الطوفان كي يجتاحني ملبيا ـ طوفان ينازل طوفان ـ سأدعو السباع الآدمية إلى مائدة أشلاء روحي المسمومة.لتكون لها عيدا وعليها خاتمة سعير العشاء الأخير. فلا بقاء لغريب رقيق مكسور وقوي غليظ كاسر!

( القدس العربي)

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *