ميريام ماكيبا: صوت إفريقيا الساحر للحرية!


كم يجب أن يكون الصوت قوياً ومؤثراً كي يتجاوز وزن الظلم؟ وكم يجب أن يكون صوت المغني (المغنية) ليقف بثبات تجاه العنصرية والاضطهاد؟

إن الإجابة على مثل هذه الأسئلة، تجعلنا نتذكر امرأة واحدة، سيدة الغناء الأولى في إفريقيا، (ماما إفريقيا) كما يطلق عليها.

إن ميريام ماكيبا، التي ولدت عام 1932 في جنوب إفريقيا في شهر آذار، تتجدد ذكراها سنوياً، وكتبت (غوغل)، تحية لها، حيث كان من المفروض أن تبلغ عيد ميلادها الـ 81 في هذا الأسبوع.

بدأت ميريام ماكيبا حياتها المهنية في أعوام الخمسينات، ولم يدم زواجها الأول، بسبب مشاركتها بفيلم وثائقي بعنوان (عودي إفريقيا) ضد التمييز العنصري، من إخراج الأمريكي المعتقل ليونيل، عرض الفيلم في مهرجان البندقية، ونال جائزة النقاد، وفي ذلك العام غنت على مسرح برودواي، ولكن رحلتها تلك، دفعت حكومة جنوب إفريقيا إلى منعها من العودة للبلاد وإلغاء جواز سفرها.

سافرت ماكيبا إلى لندن والتقت بهاري بيلافونتي (أشهر مغنٍّ ملوّن في أمريكا)، حصلت بواسطته تأشيرة للولايات المتحدة، حيث بدأ نجاحها الأسطوري في الستينات، وأصدرت عدة ألبومات غنائية، واجتاحت شهرتها العالم، متجاوزة الحدود واللغات المختلفة والثقافات المتعددة، ونالت جائزة غرامي (1966) في تسجيل لها مع بيلافونتي، حيث كان الألبوم المشترك لهما مكرسا للأوضاع السياسية في القارة الإفريقية والدعوة إلى حريتها.

ميريام ماكيبا وستوكلي كارامايكل

وفي عام 1968 تزوجت ماكيبا زعيم حركة السود، ستوكلي كارامايكل، مما دفع الحكومة الأمريكية إلى إلغاء عروضها الغنائية.

واضطرت إلى السفر مع زوجها إلى غينيا، في مرحلة حكم احمد سيكوتوري، الذي عينها مندوبة غينيا الرسمية في الأمم المتحدة، ومع أنها انفصلت في عام 1973 من كارامايكل، فإنها استمرت في تمثيل إفريقيا في العالم، وتحدثت مرتين في الأمم المتحدة عن نضال القارة السوداء، وضد التمييز العنصري، وقدمت أغنياتها في أرجاء العالم.

وقد نشرت ماكيبا، كتاباً عن حياتها بعنوان (قصتي) وترجمت تلك السيرة بعدئذ من الانكليزية إلى الألمانية والفرنسية والهولندية والايطالية والاسبانية، وشاركت في حفل عيد ميلاد نيلسون مانديلا في عام 1988، في ملعب ويمبلي، حيث بث الحفل إلى 67 بلدا ولجمهور كبير محققاً 500 مليون دولار، وكان ذلك الحفل عاملاً لدفع حكومة جنوب إفريقيا إلى إطلاق سراح مانديلا في عام 1990.

وفي تشرين الأول 1999، تم ترشيح ميريام ماكيبا سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وفي 2001 منحت وسام (السلام) من قبل رابطة الأمم المتحدة في برلين، لخدماتها المتميزة للسلام والتفاهم الدولي، كما حصلت على جائزة الشرف الموسيقية في السويد من قبل الملك غوستاف كارل.

وشهد عام 2005، جولة دعاء ماكيبا في العام، وتقديم حفلات غنائية في أبرز العواصم.

في تشرين الثاني 2008، أصيبت ماكيبا بنوبة قلبية في إيطاليا بعد غناء أغنيتها التي كانت السبب في شهرتها، (باتا.. باتا)، نقلت إلى المستشفى وفارقت الحياة.

وفي العام التالي، تم تكريمها في دول عدّة عبر حفلات غنائية وإعادة إصدار ألبوماتها الغنائية وتقديم أفلام وثائقية عن مسيرتها الغنائية والنضالية في الحياة، وتم تكريمها من قبل (غوغل) في 4 آذار 2013 على صفحتها الرئيسية.
 
_____________
عن اللوس أنجلس تايمز وغوغل

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *