“طرائد القذافي”الأعلى مبيعاً في معرض الرياض للكتاب


حظي كتاب “الطرائد: جرائم القذافي الجنسية” للمؤلفة انيك كوجان الصحافية في جريدة “لوموند” الفرنسية، باقبال كبير من رواد معرض الرياض الدولي للكتاب في يومه الاول.
وقالت صحيفة “عكاظ” السعودية ان الكتاب الذي ترجم الى اللغة العربية ونشرته “الدار المتوسطية للنشر” التونسية، كان الاكثر مبيعاً في اليوم الاول لمعرض الكتاب السعودي.
كما لاقى الكتاب الذي تكشف فيه مؤلفته عما تقول عنها انها جرائم جنسية ارتكبها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي خلال سنوات حكمه لليبيا “ضد شعبه وضد الذين احتاجوا لخدمته وزاروه يوما في باب العزيزية من عرب واجانب”، اهتماما وانتقادا واسعين من جانب الزوار. و”الطرائد” هو نتيجة بحث ميداني وثقت فيه الصحافية آنيك كوجان مقابلاتها مع فتيات وفتيان ومقربات من القذافي سهلن له عمليات الاغتصاب او تعرضن له وامتهنت كراماتهن. وقالت كوجان في تقديمها للكتاب ان القذافي حول ضحاياه “وسائل ترفيه جنسية وعبيد تحت الطلب”.
تروي كوجان انها توجهت الى ليبيا بعد الثورة “وهنا كانت مفاجآتي الكبيرة؛ ان اتعرف على بعد غير مرئي من معارك القذافي القذرة التي حول فيها جسد المرأة مرتعا لحروبه الخاسرة.
وقادني هذا الموضوع للبحث بشكل اعمق في الاسباب التي يمكن ان تدفع بزعيم بلد، لأن يأمر بالاعتداء الجنسي على بنات بلده؛ المفترض انهن تحت رعايته. هكذا عدت لليبيا اكثر من مرة للبحث في الموضوع؛ وتطرقت للموضوع مع كل من كانت لهم علاقة بالامر من الضحايا او من المعتدين وقابلت بعضهم في السجون ومراكز التوقيف عند الثوار. وكيف ان القذافي لا يكتفي بالاغتصاب، بل كان يحتفظ بالطرائد، في قصره ويحولهم عبيداً وجوار لارضاء نزواته بشكل مروع. من هؤلاء اولاد في الثانية عشرة أو الرابعة عشرة.
وقاد التحقيق الى الكشف عن ان القذافي كان يجبر وزراءه وقادات جيشه للانصياع لنزواته والمرور بسريره… كذلك تقديم بناتهم وزوجاتهم والا فإن الموت يكون في انتظارهم. وكأنه يستمد عنفوانه من سحق كرامة الآخرين وهو ما لم تعرفه الديكتاتوريات الاخرى.
وكان القذافي يوظف اموالاً طائلة من اجل الحصول على الطريدة، ومن اي مكان من العالم، بينما كان قد ترك شعبه تحت خط الفقر تقريباً.
من ناحية اخرى اختلط الجنس عنده بالسحر والشعوذة التي بنى فوقها أساسات حكمه.
وتقول ان الهدف من الكتاب في الدرجة الاولى “ان نقوم بالتنديد بكل الخطايا، وبكل العدوان الذي قام به القذافي في ظل صمت عالمي مشبوه. وان لا نسكت عن هذه الجرائم التي ازكمت رائحتها الانوف. وهذا واجب الصحافي عندما يقع على حقيقة جهد لاخفائها عن الانظار”.
وتروي “لعل أهم ما أثر فيّ شخصياً هو قصة الصبية ثريا، التي جعلتها على نحو ما محور الكتاب، والتي اختطفها القذافي من بيتها عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة، لكي يغتصبها ليل نهار طيلة خمس سنوات، بعدما احتجزها تحت اقدامه في باب العزيزية، ضمن مجموعة من النساء والرجال. وقد قدمت شهادات مهمة عن مختلف السيناريوات التي تتم في حجرة القائد”.
الامر الآخر هو انه كان يقوم بتعليم الفتية، والفتيات بصورة خاصة، شرب السجائر والخمر وتعاطي المخدرات… وكأن هذا “النموذج المستهتر” هو ما يحشد خياله الجنسي. وقد ترتب عن ذلك دون شك، وجود جيل كامل من المدمنين من الفتيات والشبان ممن مروا بسرير القذافي، وهذا يدمي قلبي.
الامر الآخر، والذي ما فتئ يقلق مضجعي، هو صالة العمليات المخصصة للولادة والاجهاض، التي اكتشفها الثوار في جامعة طرابلس. والتي تقع تحت أقدام “المدرج الاخضر” حيث كان القذافي يأتي دورياً لاعطاء المحاضرات العقائدية. هذه الصالة موجودة في قلب استراحة فاخرة تدور حول غرفة نوم مجهزة بكل ما يسهل على العقيد تحقيق نزواته. وهذا يعني ان هناك المئات من الفتيات ممن مررن بهذا العذاب والامتهان دون ان نعرف قصتهن بعد.
وكان تلفزيون “آر تي إل” الالماني بث العام الماضي وثائقياً مثيراً للجدل، لأنه عرض القذافي الذي اعتاد اغتصاب النساء كما شاء، طوال سني حكمه الطويلة.
وقدم الفيلم شهادات نساء شاءت حظوظهن الدخول الى دائرته الداخلية. ونقلت صحيفة “ديلي ميل” عن الصحافية التلفزيونية أنتونيا رادوس، التي أعدّت الفيلم قوله: “العديد من النساء كنّ مسحورات بشخصية القذافي وبريق سلطته. ففعلن أقصى ما بوسعهنّ للقائه. ولكن ما إن يتحقق لإحداهن هذا الحلم، حتى تجد أنه يضاجعها ربما بعد لحظات من اللقاء، سواء كان ذلك برغبتها أو من دونها”.
وقالت رادوس إن أفراد حرس العقيد النسائي الشهير، اللائي يسمّين “الأمازونيات”، وكان يفترض فيهن حمايته بأرواحهن، كن أيضاً ضحايا لرغباته الجنسية العارمة. تستشهد هذه الصحافية بالدكتورة سهام سرقوة التي تزعم أنها، شخصياً، تعرف خمساً من هؤلاء الأمازونيات ممن اغتصبهن القذافي. وكان العقيد يعتبر هذا العمل سلاحاً فعّالاً أيضاً للعقاب والتأديب وضمان الولاء، فشجّع الضباط والمقربين اليه على ممارسته. واعتبر القذافي الاغتصاب وسيلة لاخضاع المتمردين ولذا زود الجنود والمقاتلين الموالين لنظامه الواقي الذكري وحبوب الفياغرا لإتمام مهماتهم. كما وأوردت رادوس في تقريرها أن القذافي اعتاد أن يصفح عن المتمردين في مجتمعه القبلي إن قدموا له “هدايا” من الفتيات الشابات.
كما وذكرت المراسلة أيضاً أن رجال أعمال كانوا يستثمرون مبالغ ضخمة في ليبيا، كانو على دراية بنزوات مضيفهم الديكتاتور ولذا كان من المتوقع منهم أن يوفروا له “فتيات المتعة” خلال لقاءاتهم معه.
وكان لويس مورينو – أوكامبو، المدّعي العام في المحكمة الجنائية الدولية قد أعلن أن ثمة أدلة على أن القذافي أصدر أوامره لجنوده باغتصاب النساء اللائي يبدين معارضتهم لنظامه، أو يبدي أقاربهن الشيء نفسه.
______
(النهار)

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *