شعر إلى لوركا


شعيب لعسيري
( ثقافات )

“لوركا سوسنة بيضاء
مسحت خديها في الماء”


– صلاح عبد الصبور-

…ولم تزل غرناطة واقفة
معتمرة بباب الريح
تطاول السماء
تمد ذراعيها صفصافة
الى حيث تعفرت وجنتاك
وحيث أطلقت أنشودة
دهشا مثل ورقاء
وحيث ناء بك جذع الصليب
ومادت الأرض بدمع زنبقة
…………………………………
ها قد ناحت الحمراء
وها قد تحركت أشجانها باكية
…عندما تفصدت أوصالك ، لوركا
نبيذا قانيا
وندى قرمزيا
بكت الحمامة الأموية
واستعبر فيها كل ركن وزاوية
………………………………
ولم يمت فديريكو الصغير
أو يموت الشاعر؟
لقد أغفى في حضن قصيدة بوهيمية
فاحمة الأهداب
وانكفأ طيفا يلوذ بنهديك ..غرناطة
يفوح من أردانك الخلاسية
يسامر شبيهه ابن عباد
والأسود والنافورة الثكلى
بسجعه الملائكي الأخاذ
……………..
وما تزال اسبانيا…
تجتر الندم وديانا وأنهارا
ويلف روابيها الحداد أطوارا
تطوف بالقميص على رؤوس الأشهاد
تبحث عن فتاها
في وجوه العابرين كل فجر
وماتزال أطيار” الوادي الكبير”
تلعن في شدوها القتلة
وتفقأ بمناقيرها الغاضبة
عيني ديكتاتور
قد غدا صنما
وقذى للعيون
………………..
وما تزال الجبال،
اذ يحنو الشجر
على مضجعك لوركا…
ويلين الحجر
وينتحب المطر
تردد الصدى:
” مات الجنرال
عاش الشاعر”

* شاعر من المغرب 

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *