خواطر النمور …..


لينا هوايان الحسن *

( ثقافات )

بغتة يستفيق “تمردها” كي تلمح طريق الغابة. .
وعلى الحبل:
تروح، على مهلٍ، وتجيء . .
وتفكر:
في أي ترابٍ تنوي أن تُمرّغ حامل السوط . .؟
وبأي دمِ سوف تضرّجُ خدّه. .؟

*

النمر:
خطوة دربه الأولى
إلى
الغابة.
يفتتح اللعبة. .
يبيت على الحبل ويسامر السياط

مثل،
جرح يسيل . .
يحترف الصمت المدروس
حتى يعلن أنه من المغيرين العتاة.
. . .

النمور
ترمق مروضيها
بنظرة تقول:
سألتهمك في أية لحظة.
تُوازن الخطى
على الحبل
و
في ذاكرتها:
تُعشّش
“غابة”
. . .

متسللّة، هادئة، لحظة خاطفة، وتفتك بفريستها ،
تسحبها إلى أعلى شجرة، بمزاج رائق، تلتهمها.

النمور،
تنسى حامل السوط : هذا هو الشرك المفضل
نسيانٌ: مزيّف، عابر . .

*
عفواً حاملي السياط :
مشت النمور على حبال، المؤقت.
واحتمت بالتوازن،المؤقت.
وحملت ساعات الصبر،المؤقت. .

. . .
بغتة يستفيق “تمردها” كي تلمح طريق الغابة. .
وعلى الحبل:
تروح، على مهلٍ، وتجيء . .
وتفكر:
في أي ترابٍ تنوي أن تُمرّغ حامل السوط . .؟
وبأي دمِ سوف تضرّجُ خدّه. .؟
. .
لن
ترقّصوها على حبائلكم،
لن
تخترعوا شبهاً لها
اتركوها . .
تتقدم على كذب الحبال،
منسجمة مع تمايلها المتوازن
تقارع الفراغ حولها،
كفارس حاذق على ظهر حصان خليع.
تحمل ألقها حيث تمرّ .
وحيث تذهب، الجبناء لا يكونون أبداً.
ولو بدا أن السوط لعَقَ شجاعتها. .
ستنسلّ خلسة
ستبزغ:
وتعبر ضباب الخوف
وتغدر بالحبل وتخون كل الأشياء
و تنشب الحرب من طرف واحد
تترك المروض ميّتاً من الذعر
يأتي النمور “غرورها”
وهي تقفز خلال دائرة النار . .
و الليل، والغاب، والأسوار،
تنفذُ،
إلى كل الأسرار،
بين الحبل والفضاء.
تهمس للسيرك: ليس لنا أن نكون مطيعين.
نحن معشر النمور ماكرون، سريعون، دقيقون، مثل “كمين”.

وتخرج،
النمور
ووراؤها كل الأبواب مفتوحة على : الذهول.

* أديبة من سوريا

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *