إصدارات جديدة: حياة جونسون عبر لندن


يروي جونسون، ومن خلال التعرّض لتاريخ مدينة، سيرة حياته الشخصية وعلاقته الحميمة بالمدينة التي اختاره سكانها رئيساً لبلديتها عام 2008، ولا يزالون يولونه ثقتهم. ويشير إلى أنه تنقّل كثيراً في الأعمال التي شغلها في لندن، من الصحافة إلى السياسة، ذلك بعد أن كان قد درس في جامعة اكسفورد، وقبلها في المدرسة الأوروبية ببروكسل، حيث كان والده ستانلي جونسون، نائباً في البرلمان الأوروبي.

ويلفت جونسون، في اختصار، إلى أنه ينتمي إلى النخبة التقليدية البريطانية، القريبة عامة من حزب المحافظين. وكان هو نفسه قد تولّى منصب نائب رئيس الحزب عام 2003، فترة من الزمن.
ويستعرض المؤلف، سريعاً، جملة أحداث ومستجدات عرفتها لندن، مثل: اختراعات لندن المتنوعة. ومن بينها، كما يذكر، قوانين كرة القدم التي تعد بريطانيا أرض ولادتها، إذ منها انطلقت إلى مختلف أنحاء العالم بواسطة البحّارة البريطانيين، الذين كانوا يمارسونها في الساحات القريبة من الموانئ، أو بواسطة العاملين والمهندسين في قطاع بناء السكك الحديد، الذين كانوا وراء نقل كرة القدم إلى بلدان أميركا اللاتينية.
ويجد جونسون أن لندن مدينة استثنائية بما امتلكته من دينامية، وبفضل الشخصيات الاستثنائية، أيضاً، التي عرفتها المدينة. ففي كل حقبة كان لها رموزها، وهكذا يمكن الحديث عن: لندن شكسبير، “لندن الرولنغ ستون”، “لندن ونستون تشرشل”.
ويؤكد المؤلف أن لهذه المدينة أسرارها دائماً، ويشبّهها بالغواصة العملاقة. وكذا يحكي عن كثير من هذه الأسرار، التي يرى أنها تقدّم هوية لندن، ربما أكثر من ما يقدمها تاريخها الكلاسيكي. ويؤكد أن للندن أيضاً مشاريعها التي تختلط اليوم إلى حد كبير، مع جدول أعمال رئيس بلديتها، مؤلف هذا الكتاب، ومع حاجيات سكان المدينة، على أصعدة النقل والمواصلات.
ولا ينسى جونسون الحديث عن قيمة ورمزية التاميز، إضافة إلى مشاريع توظيفه في خدمة المدينة وتحسين صورتها. ويشدد على أن هناك ترابطاً أبدياً بين تاريخي التايمز ولندن.
ويطلعنا المؤلف على أن تاريخ لندن، صاغته مجموعة متتالية من الأحداث، الكبيرة والصغيرة. ولكنه، كذلك، نوع من سباق البدل لمجموعة من الرجال والنساء، الذين أعطى كل واحد منهم، الراية لمن جاء بعده. كما كان لعدد من الأمكنة دوره في كتابة تاريخ لندن، حيث أعطت للمدينة حيويتها التي لا تضاهيها فيها أية مدينة أخرى في العالم.. إن لندن، كما نعرفها حالياً، وحسب ما يقدمها المؤلف، نتاج مزيج من الأحداث والبشر والأمكنة والظروف التاريخية.
ويسرد جونسون حكاياته والمواقف التي مر بها في مسيرة حياته ضمن هذه المدينة التي التصق بها. ونجده يروي قصة انتقاله من موقع الدهشة والإعجاب إلى موقع المسؤولية الإدارية. وكذا يوضح أن حبه لها لم يتغير عملياً، رغم أشكال جموحها وقدرتها الخلاّقة. ونبين أنه يدفعنا بقوة، إلى التيقن من أن جونسون لا يحب مدينته لندن، فحسب.
ولكنه أيضاً يحب سكانها، اللندنيين، إذ يصفهم بالبشر الذين صاغوا المدينة التي أوجدت وانتجت أساساً، العملة. ونكتشف دقة السرد لدى المؤلف، من خلال تجواله في صفحات وحيثيات الكتاب، على شتى أماكن المدينة وأحيائها، ليغدو للقارئ كمرشد سياحي. ونتبينه يبدو متحمّساً عندما يعرّج إلى مكتب تشرشل في أحد السراديب، تحت الأرض، حين كان رئيساً للوزراء في زمن الحرب، لافتاً إلى أن تشرشل كان شديد الحذر حيال قيادة حزب المحافظين، وكذا العديد من أصحاب القرار البريطانيين آنذاك. لكن عندما احتاجت بلاده له، أظهر أنه الشخص الذي يستطيع أن يلعب الدور المطلوب من أجل بريطانيا والعالم.
المؤلف في سطور
بوريس جونسون. مسؤول وباحث بريطاني. من مواليد مدينة نيويورك عام 1964، حيث كان يعمل والده. ومن ثم عادت الأسرة إلى موطنها لندن. أصبح رئيساً لبلدية لندن، ولا يزال رئيسها حتى اليوم 2008. عمل في الصحافة ومارس السياسة في إطار حزب المحافظين البريطاني.
الكتاب: حياة جونسون عبر لندن
المؤلف: بوريس جونسون
الناشر: ريفرهيد هاركوفر- لندن 2012
الصفحات: 336 صفحة
القطع: المتوسط
Johnsonصs life of London
Boris Johnson
Riverhead Hardcover- London – 2012
336 pp
_________
* عن (البيان)

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *