الذين لم يولدوا / شارون أولدز



*ترجمة : نزار سرطاوي

(ثقافات)
أحياناً أكاد ألمحهم، حول رؤوسنا،
كالبعوض حول عمود إنارة في الشارع صيفاً،
أولئك الأطفال الذين كان يمكننا أن نحظى
بوميضهم.

أحياناً أشعر بهم ينتظرون، وقد غلبهم النعاس
في غرفة انتظار – يعملون خَدَماً، يصيخون السمعَ قليلاً
لنداء الجرس.

أحياناً أراهم مطروحين مثل رسائل حب
في مكتب الرسائل المتعذر إيصالها

وأحياناً، كما في هذه الليلة، ثمةّ حاسّة بصرية ثانية
سوداء تجعلني أشعر بأحدهم
يقف على حافة صخرة شاهقة بجانب البحر
في الظلام، وهو يمدّ كلتا يديه
نحوي بيأس.

The Unborn
Sharon Olds

Sometimes I can almost see, around our heads,
Like gnats around a streetlight in summer,
The children we could have,
The glimmer of them.

Sometimes I feel them waiting, dozing
In some antechamber – servants, half-
Listening for the bell.

Sometimes I see them lying like love letters
In the Dead Letter Office

And sometimes, like tonight, by some black
Second sight I can feel just one of them
Standing on the edge of a cliff by the sea
In the dark, stretching its arms out
Desperately to me.
——————————————-

شارون أولدز شاعرة أمريكية أعْلِنَ في أواسط شهر كانون الثاني / يناير، 2013 عن فوزها بجائزة ت.س. إليوت للشعر لعام 2012، وذلك عن مجموعتها الشعرية “وثبة الظبي” التي صدرت عام 2012. أولدز هي أول امرأة تفوز بهذه الجائزة المرموقة، التي تمنح كل عام لديوان شعري شريطة أن تصدر طبعته الأولى في بريطانيا أو إيرلندا. ويشتمل ديوان “وثبة الظبي” على سلسة من القصائد تصف مشاعر الحزن العميق الذي يرافق الطلاق، ورحلة العودة البطيئة المؤلمة بعده إلى الحياة الطبيعية. وقد سبق أن رُشحت أولدز لجائزة إليوت مرتين.

ولدت أولدز في مدينة سان فرانسيسكو في عام 1942. التحقت بجامعة ستانفورد، حيث حصلت على شهادة البكالويوس ثم واصلت دراستها في جامعة كولومبيا، حيث حصلت على درجة الدكتوراة في عام 1972. بدأت كتابة الشعر بعد حصولها على الدكتوراه. صدرت مجموعتها الشعرية الأولى “يقول الشيطان” في عام 1980، وقد نالت هذه المجموعة جائزة مركز الشعر في فرانسيسكو. أما مجموعتها الثانية “الأموات والأحياء” (1983) فقد حازت على جائزة دائرة نُقّاد الكتاب الوطني وجائزة لامونت للشعر. وقد صدر لها بعد هاتين المجموعتين حوالي عشر مجموعات شعرية، من بينها “الخلية الذهبية” (1987)، “الأب” (1992)، “الدم” (1999)، “شيء سري” (2008). وقد نُشرت قصائدها في عدد من المجلات الأدبية وكتب المختارات الشعرية.

يذكر أن أولدز رفضت في عام 2005 دعوة تلقتها من السيدة الأولى للبيت الأبيض لورا بوش لحضور مهرجان الكتاب الوطني في العاصمة واشنطن. وقد ردت على الدعوة برسالة مفتوحة نشرتها مجلة ذي نيشن في عددها الصادر في 10 تشرين الأول / أكتوبر عام 2005. وقد جاء في نهاية الرسالة:

“إن الكثير من الأمريكيين الذين كانوا يشعرون بالفخر ببلادهم قد أصبحوا الآن يحسون والألم والخزي بسبب النظام الحالي – نظام الدماء والجراح والنار. لقد تخيلت المفارش النظيفة لطاولاتك والسكاكين اللامعة ولهب الشموع، ولم أستطيع أن استسيغ ذلك.”

تعمل أولدز مدرسةً للكتابة الإبداعية في جامعة نيويورك
* شاعر ومترجم من الأردن.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *