احتضار


عبادة القيسي *
( ثقافات )


أُمي
مُعلمةُ العروضِ
وطفلةُ اللغةِ الفصيحةِ
أخطأتْ بتلاوةِ القرآنِ
والدمعُ المقدّسُ ساجدٌ فوق الكتابِ
وأنا الموشّح بارتباكي
تائهٌ بين الحقيقة والسرابِ
ومذعنٌ في البعدِ
منكسرٌ كضوء الشمسِ
خلف سريرها



الموتُ ينظر للسماءْ



الوردُ – مرتعشاً بحضن الدارِ – :
ما بال الترابِ يَهزني؟
وَصلَ الندى
وِسْطَ المساء
لم ينتظر فجَر الحياةْ
الوردُ يحتضنُ الفضاءَ
ويُرجِفُ الوردَ الترابْ…

سقط الندى
ماذا سيفتعلُ المدى؟


الموتُ تنظرهُ السماءْ



الحبُّ -ملتحياً وآتٍ من صلاة القلبِ- :
منثنياً إلى حيث الشموع
أضواء الشوارع عابسةْ
ألوانُ أغبرة السكوتِ تعيثُ
بالصوتِ التعبْ…
بابا!….
أيؤلمكِ العناءْ؟
الحبُّ أخفى مقلتيهِ
تماسك البأسُ الشديدُ
بمنكبيهْ..
سراً يُمَزّقُ هاجسهْ
من يا ترى لجم الدموعْ؟



.
.
في مُقلَتي اختنقَ البكاءْ


الموتُ ينظرُ .. والسماءْ



هذي الحياةُ كما المماتِ
لا فرقَ
فالأوجاع حاضرةٌ
وماكرةٌ
وعا…

الصبر إكسير النجاةِ

أمي…
ونفس الوردة الزهراءِ
والحبُّ الموشّح بالصلاةِ

الله في القلبِ الوديعْ


الجفنّ رفَّ
حمامةٌ طارتْ
ومئذنةٌ تلفع قلب أمي بالأذانْ…
اللهُ
وانتفضَ الفؤادْ
هي دمعةُ العَشّاقِ
طاسينٌ من الأشواقِ
عشقٌ
وامتثالْ…

حامَ الفَراشُ على الفِراِش
وأشعلَ الكون الدعاءْ
.
.
الموتُ..
تغلبهُ السماء



* من الشعراء الشباب في الأردن

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *