إصدارات : ” مكاتيب عراقية ” لعلي السوداني


( ثقافات )

 الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان ، كتاب جديد ، هو التاسع في سلسلة اصدارات الأديب العراقي علي السوداني ، حمل عنوان ” مكاتيب عراقية … من سفر الضحك والوجع ” وضمّ يوميات الكاتب وعمّانياته في المدينة التي أقام فيها حتى الآن ، سبع عشرة سنة . اشتمل الكتاب أيضاً ، على فصل مستل من مشروع كتاب قيد الإنشاء ، تخصص في ظاهرة بخل وبخلاء الوسط الأدبي ، وضم احدى عشرة حلقة ، رصدت أشهر البخلاء . في واحد من مفتتحات الكتاب ، الذي يشبه أرشفة ذاكرة قبل أن تضيع ، كتب السوداني :
فأمّا نحنُ الذين منْ عبادِ الله الصالحين ، وجوهرهِ الجميلْ ، فلقد لعبتْ بنا الدنيا ومعنا ، طوبة مطوّبة ، وتداولتْنا الأيّامُ ، التي يداولُها الربُّ بين الناسِ ، فكانت قسمتنا شحيحة ، تنامُ على شحّةٍ ، وقلوبنا مشلوعة ، وظهورنا مكسورة ، وما لبدَ في جوفِ قحفنا ، قد كمنَ على بلبلةٍ مبلبلة ، حتى دخْنا ، وداخَ من شافنا على هذه الحال ، فظنّ أننا سكارى ، أو على بعض سكرٍ – والظن ليس كلّه من ضلع حقّ – وما كنّا كذلك ، حتى صارتْ ليالينا والأيام – كما جئنا عليها في غيرِ موضعٍ وموقع – واحداً لنا ، وعشرة علينا ، وما زلنا على أمرنا هذا راسخين ، عِرقُنا المجذور تحت أرض الصانع الخلّاق ، وكلِمنا يلوّحُ مرفرفاً في السماء ، وما بدّلنا فكرة ، إلّا بأعظم منها ، وما أزحنا كلِماً ، حتى شَتلْنا أجمل منه ، وما حُيّينا بتحيةٍ ، إلّا ورددناها بأحسن منها ، وكنّا أينما نزلنا بمنزلٍ ، وحيث حططنا ببلدةٍ ، أو مررنا بمضافةٍ ، كانت تحيتنا فيها ، سلام ، فبلّغنا ربُّ السماوات والأرض ، مِقعد صدقٍ وحبّ وعلمٍ ، وما تمنّينا ما نحن عليه من وجع ، لأندادنا ، وجادلناهم بالتي هي أحسن ، ورششنا على أعتابهم ، ما تعتّق من طيب دنان الكلام ، وما تأخّر من منحوتِ الجمالِ وملحونهِ ، وقلْنا لهم ، قولةً مُقالةً : أن يا ربعُ ، إنَّ من حارَبَنا ، حارَ بنا ، فغضبتنا ، غضبة حليم ، وحوبتنا ، حوبة نبيّ .

شاهد أيضاً

العتبات والفكر الهندسي في رواية “المهندس” للأردني سامر المجالي

(ثقافات) العتبات والفكر الهندسي في رواية «المهندس» للأردني سامر المجالي موسى أبو رياش   المتعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *