بإسم الدين…المرأة على الرصيف!


سلوى اللوباني *

( ثقافات )

بإسم الدين تقوم بعض الأنظمة والثورات الدينية بتهميش المرأة ومكانتها في المجتمع، تقوم بالحد الى أقصى درجة من حقوقها، بحيث يصبح مكانها الرصيف أي على الهامش بحرمانها من التعليم، أو زواجها قصرا، أو جلدها أو رجمها حتى الموت!

بالرغم من قيام الثورة الدينية عام 1979 في إيران من أجل إسترداد حقوق الشعب بمن فيهم المرأة، ومن أجل الحرية والكرامة والعدالة، إلا إن المرأة كان موقعها للأسف على الرصيف إنطلاقا من مبدأ الثورة في التطهير والحفاظ على سلوكيات المجتمع وصونه. تم رجم 1500 امرأة حتى الموت، بوضع المرأة في حفرة لا يظهر منها الا رأسها، الذي يتم رجمه بالحجارة حتى ينشق الرأس ويخرج منه المخ ليسقط على الأرض بجانب الرصيف!! وتنطلق بعدها صيحات الفرح مدوية الله اكبر الله اكبر الله اكبر!

هذا ما حدث مع ثريا التي كانت تبلغ من العمر الخامسة والثلاثين عندما فارقت الحياة على الرصيف في حفرتها التي أعدوها لها باسم الدين، وبحسب قانونهم يجب ترك الجثة في العراء دون دفن حتى تكون عبرة للمجتمع، وتتجمع حولها أسراب هائلة من الحشرات، وتقوم الكلاب الضالة بالتهام ما تبقى من جثتها لتتناثر بقايا عظامها على الرصيف!!

وباسم الدين تم تجهيل وتهميش أعداد كبيرة من النساء في افغانستان منذ عام 1996 من خلال حركة طالبان، بحرمانهن من التعليم ومنعهن من الخروج من المنزل، أو ظهورهن في شرفات المنازل، وإرغام القاصرات تحت سن 16 على الزواج، وارتدائهن البرقع لأن وجه المرأة يعد مصدرا للفساد، بالرغم من أن هدف الحركة المعلن كان لخلق بيئة آمنة للحفاظ على كرامة النساء! ومن مبدأ الطهارة والكرامة كان يتم معاقبة من تقوم بخرق هذه القوانين على الملأ في الميادين بجلدها أو رميها بالرصاص!!

وباسم الدين في باكستان تم تهديد الفتيات ومنعهن من التعليم، ومؤخرا تم إطلاق الرصاص على المدونة “ملالا يوسف زاي” بسبب نضالها من أجل حق الفتيات في التعليم.

السؤال هو: ماذا إستفادت المرأة والى أين وصلت في ظل هذه الأنظمة والثورات التي تحكم باسم الدين؟ هل المرأة في نظرهم أقل إسلاما؟ أو أقل إيمانا حتى يتم إحتقارها باسم الدين؟هل على المرأة أن تقبل بحشرها على الرصيف باسم الدين؟

يقدمون نسخة مزيفة لقيم الدين الحقيقية. فالدين الإسلامي يجل المرأة، ويدعو لإدماجها في كل الأنشطة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وكل مناحي الحياة.

بعد 25 عاما على الثورة الايرانية، يمتثل نظام الخميني الآن أمام محكمة دولية في “لاهاي” لإرتكابه جرائم مروعة بحق المرأة والشعب، ومع ذلك………. لا تزال ثريا على الرصيف!! و لا زال هناك من يطالب باسم الدين أن تبقى على الرصيف!

* كاتبة من الأردن تعيش في مصر

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *