مطلقة أنا ولكن ….!


إسراء عبد التواب *

( ثقافات )


 



سعيدة جدا بغيابك حقا وبين السعادة والتعاسة تولد رقصتي.
أشتهيك فى الداخل وحين أقبض على فمك تتسرب مني شفتاك وتعذبني وتظل المسافة البعيدة بيننا تنفجر فيها الكلمات.. . مطلقة لكني ما زلت قادرة على العشق ألف مرة .أمارس العشق معك فى خيالى وألفظك مرارأ فى خيالى وبين الإستدعاء والنفى تضاجعني قوتي .
لم تعد الرقعة البيضاء الملوثة بالدم تثيرإحتقاني لقد صارت لى ذكرى لتوديع البراءة الملوثة ببكارة وعي .إفتح يدك وتأمل خيوطها فلن تجد طريقا يعيدني لك ثانية .تأمل يدى وخيوطها فستجد ذاتك مقهورة بين رقم 18 .تجلس بين رقم ثمانية وتنادى على ظل يحتوى روحك ولا تجد سوى الحيرة تظلل رأسك التعسة والمعذبة بالمهرة الجامحة التى أحببت إمتلاكها ذات يوم وهى تتلمس الطريق لك فتعثرت بين ظلها وظلك وإختارت حرارة المعنى بديلا عن برودة محببة وهى تتعرى بين يدك وتغمض عينيها وتغمض عينيك وترقص علامة إستفهام كغجرية يتلبسها الشبق عن حدود الرؤية.
“ياحلو” كم كنت جميلأ فى داخلي والشراشف البيضاء تملأ غرفتنا وأنت تعيد رسم ذاتي بقلم رصاص وفى يدي أمسح تنبوءاتك بممحاة يتأكل لون بنفسجها الحزين فأجمع الفتات فى حجري وألتقط زجاجة صغيرة بيضاء أنثر فيها حبيبات الممحاة الصغيرة وأعلقها فى نافذتى بجوار ورود كثيرة وأربى فيها قوتي وصوت شبحي يصرخ ” لن يقوى على إمتلاكها “.اليوم أقلب فى ذكريات الصور وأضحك بشراسة وأنا أفرد شعري الطويل على رقبتي العارية وتلمع الشعيرات السمراء مع الليل وهو يموج بينها ويتمطع بإستراحة عاشق مدلل يبحث عن قبلة آثرة فى شعرغجرية تنفر من النهاروتنتظر حبيبها الليل ليطبع قبلته فى المساحة الشاهقة بين الرقبة والكتف يستقر فى المنتصف وعروق هادئة تنفر من التيقظ فجأة لغريب يتأمل ظهر رقبة تشبه البطريك .
تعال معى لترقص فستجد دخان سجائرى يحرقك وكلما إقتربت تأكل جسدك فى كوكب عطارد.أنا بلوتو يامرعب تأمل فقط فضائي وستجد عاطفتى تعيد جلدك لتكسوه بالبرودة وأنت تحمد الله على ولادتى الحرة لك .فقط خمس دقائق كافية لتغيير المشهد فقلبي حنون مستدير كثمرة رمان كلما إنزلقت منها تستدعيك حبيباته الحمراء المغرية .مطلقة أنا بدونك ولكن أوراقي ما زالت شاهدة على الوجد المنفي .طفل يتوسط خيالى لكنه يمد يده لى فقط يجلس فى سماء زرقاء وينادى “سأجدك يومأ ياماما لكن بابا غائب عن المشهد ولا يهم” .
تعالى ياحبيبي فشفتاك الصغيرتان هى فقط من تشبهني يدك الصغيرة يومأ سأقبلها لأننى نسيت طرف العلاقة وأردت ولادتك وأوامري نافذة التحقق .أنا مطلقة لكن لي أطفال هى الكتب أصدقائي ليسوا لي ولست لهم وكل ما هنالك ليس لي ولست له .
رقصتي التانجو ضع قدمك بين قدمي وأرقص معي فأنا وحيدة واكتشفت لذة المعنى فى الإغتراب .هيا فالوقت ينتهي وأنا باقية وعليك إمتهان مهارة اللعب جيدأ لأن قدمي لا تحب التعثر بين آخرى دون كفاءة .أنا مطلقة ولكن لدي ما يكفى من الغناء لدى ما يكفى من الكبرياء ولديك ما يكفى للندم .مناديلك المبللة بالتعثر لا تشبه مناديلى المبللة بالحب والفرق الوحيد الذى يجمعهما هو لذة الإنقسام بين روحين إختارت الأولى نصيبها من الحب وأنت لم تختر لك حتى الآن طريقأ يشبه برجك الحائر .سرطانك لا يشبه سرطاني فهو يجلس فى المحيط مرتبك ومنكمش وباك على الأطلال وسرطاني إكتفى بالمشاهدة ولديه ما يكفيه من الفرجة لمراقبة النفوس الضعيفة يحدق النظر فى البشر ويحدق النظر فى إنكماشك لذا صار مدارأ لبرج مراقبة يتلصص النظر لعري الآخرين فيصيبهم بإرتباك الرؤية .
أنا مطلقة لكن لى جناح واحد والآخر فى الطريق لكن ينتظر الوقت الكاف فهو سئم التعجل وإستلذ بحكمة التمهل.أنا مطلقة ولدى ثقة قادرة على إثارة حنق الأعداء وإفشال شماتة صديقة ،قبلك لم تكن مرآتي متألقة بفرش الألوان لكن الخزينة الآن منفجرة بالبهجة تحب كونسيلر أورفيليم وروج وردى ماركة “إليزابيث تايلور” تلتقط البودرة المضيئة بلون البرونز وتلمع خدودها الخمرية وتمنحها جاذبية البقاء .تكره غروري وأنا لا يعنيني نقاد التتبع لذاتي فالكل خارج بوابة نرجسيتي وإعادتهم مرة أخرى مرهون بالإرداة الحرة.
مرآتي جميلة جدا دث يدك فى حقيبتي السمراء لتعرف كم صارت تشتاق لوجهي الذى يطل عليها إطبع وجهك الغاضب بها لترتفع ضحكاتى القاتلة .أحب قتلك ياحبيبى ببطئ ولا أحب الضربة القاضية فى نهاية المشهد أعشق تأملك على مهل فإنثر وجهك المعذب على زجاج المياة كما تنشرالفراشات ألوانها وهى تطير بسرعة بطيئة .
هل تحتاج للكثير؟! لدى الكثير ولديك العدم المحبب لى يا روحي ……..إلى اللقاء فى مشهد آخر …………..


* كاتبة من مصر

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *