مقام المنفيّ


د. أسماء غريب *

قال: “أيدخُلُ خلوةَ العاشق عاشقٌ آخر؟”
قُلتُ: “نعمْ”
قال: “أيُولدُ المرءُ بعدَ المشيب مرّة أخرى؟”
قلتُ: “نعم دون حمْل أو طلق.”
قال: “كيف؟”
قلتُ: “ينزلُ الملاكُ منكَ
وتنزلُ روحُكَ فيه
وتنزلُ روحه في بيت من دم ولحم
ويبقى هناك مختبئا كالمَنْفيّ في مكان
بعيدٍ قريبٍ ينتظرُ أن تَدُقّ الساعة.”
قال: “وكيف تدقُّ الساعةُ؟”
قلتُ: “كنسيم الصباح أو كالغيث عليه ألف سلام
لِمَنْ لا إثم ولابُهتان ولاعار
يزحفُ بين أركان بيته
وبغتةً كالزلزلة لِمَن ْعاش خادما لثعبان الضلال.”
قال: “ولـِمَ كالزلزلة؟”
قلتُ. “كلّما دقتْ طبولُ الساعةِ في محراب إنسان
خرجَ الملاكُ من منفاه كي يُحارب الثعبان القابع
في قلب من يستيقظُ بغتة من غفلة السنين والأيام.”
قال: “نعم.”
قلتُ: “النواةُ أنتَ
ودمية الطينِ ثمرتُها
إذا غبتَ عنها أكلتْها الديدان.”

 

* شاعرة مغربية تعيش في ايطاليا

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *