كتاب ساخر جديد للإعلامية الأردنية هند خليفات


 عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان صدر كتاب (نسوان.2/1 com) للكاتبة
والاعلامية الاردنية هند خليفات، وهو ليس مجرد كتاب ساخر، أنه الروح التي لا تفتش
عن القول قدر ما تفتش عن روح الكلمة، الإنسان وحقه في أن يكون كائنا متفردا، لا حد
لجموحه وانثيالاته الإنسانية.
مكائد نسائية ساخرة مكتوبة بلغة منسوجة بأناقة،
ترسمها الفتاة الجنوبية المولودة بالبتراء والتي كتبت وصيتها على الغلاف الأخير من
مجموعتها الوليدة : ‘نسوان.2/1 com’.
الكاتبة التي صنفها نقاد منذ مجموعتها
الأولى عام 2009 ‘اعترافات امرأة لا تجيد لف الدوالي’ بانها كاتبة ساخرة محترفة،
وقد أثارت مجموعتها حفيظة النساء والرجال معا، فعلى ما يبدو أن هند تجيد تحريك
الخاثر وزحزحة الصنم الشرقي الجاثم فوق صدورنا..
‘كتاب كهذا كفيل بتكسير الدنيا؛
حتى رقبتي!.. فهذه سطور من وصيتي!’، هذه الوصية الصادمة التي غلفت مجموعة ‘نسوان. 2
/1 com’ والتي اختارتها كأشارة مسبقة لما قد تستجلبه المجموعة من طاقات سالبة
للحرية التي تسعى لها الفتاة القروية الحالمة ‘هند’ والتي أردفت بمتن وصيتها
قائلة:
‘أوصي ان يكتب على قبري وبخط بارز: ‘إمرأة ناجية من عصر وأد البنات
بمعجزة رقمية’، وان تذهب جميع أوراقي السرية التي احتفظ فيها تحت فرشة السرير
واسفنج الكنبايات وبجيوب المعاطف الشتوية إلى متحف الحياة الطبيعية التي يجب أن
تعيشها أي امرأة لم يصادف ان تولد من أب وأم عربيين!’.
من شرنقة الوأد تخرج ‘هند
خليفات’ امرأة حقيقية ترفض إلا أن تعمد ببصماتها كل الطرق التي تُقَبِل خطاها، ولا
ترتجف، وهي ترى مقصلة الواقع تُنصب لنصها الساخر، محاولا أن يصادر روحها
المتمردة.
لن يعرف ما معنى أن تخرج الفتاة الجنوبية المعجونة بحر الصحراء وعرق
ترابها ممتطية فرس كلماتها الساخرة، إلا من ذاق أو ذاقت طعم اختناق الصوت وضياعه في
فراغ الصحراء.
هند فتاة الصحراء التي تصر على أن تظل بكامل أنوثتها، وفي الوقت
ذاته تمشي على الجمر لتصنع المرأة الإنسان في داخلها ومجتمعها.
قالت هند خليفات
لأحدى الصحف الخليجية ذات مرة: ان الكتابة هي من صالحتها على المدينة، وانها من
سيلغي الوحشة منها، وانها مزيج من عجائز دنياها السبع اللواتي قضين أعمارهن في ‘لف
الدوالي’ و’تبيض الآواني’ لكنهن لم يفلحن مرة في ‘تبييض بخوتهن’، فها هي حفيدة
ووليدة هؤلاء النساء المتعبات تؤسس لحالة من النجومية غير الاعتيادية في عوالم
الأدب والكتابة

خليفات التي تتباهى دوما ان قلم كحلها اهم بعشر مرات من
قلم حبرها، وأنها لا تستطيع الإيمان بكتابة وسطور أمراة يميل منها حبر الكحل ويفيض
في شاطئ الجفن، ولا تتوقف عن وضع مرآة أمام الأمور التي أعتدناها لكنها مرآة حادة
الأطراف وقد تغدو جارحة لو حاولنا كسرها أو ملامسة حوافها..
الانتحارية ‘هند’
كانت قبل أيام من اطلاق المجموعة قد كتبت في صفحتها وميدان تحريكها ‘الفيسبوك’ :
‘قبل ان ترمي الآخرين بمنجنيق شكوكك وسوء النية تأكد أنك قادر ان تدفع حساب ذلك..لا
تجادل امرأة من برج الحوت..لا تجادل امرأة كل يوم ناجية من الموت’.
فعلى ما يبدو
أن المرأة الحوت ستبتلع اليم أيضا بما فيه من أسود وغزلان وحتى أفاع..فاقرأوها
يقظين

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *